ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً}، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً}. أما بعد: فإن المتأمل في كتاب ربنا سبحانه وتعالى يصل بيقين إلى أن الله تعالى ما أقام هذا الدين إلا بالعدل الذي ما قامت السماوات والأرض إلا به قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً}، وقال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} فبالعدل يبقى المجتمع متماسكاً متيناً وبالعدل يعاد لكل ذي حقٍ حقه. فمن العدل أن يقام حد الزنا على من ارتكب هذه الجريمة بمحض اختياره ورضاه دون شبهة تذكر، ومن العدل أن لا يقام حد الزنا على قاصر الأهلية أو من عنده شبهة من شأنها أن تدرأ الحد عنه، ومن العدل أن يحافظ على هذا الحد فلا يحتال في ارتكاب هذه الجريمة ولا يحتال في درء هذا الحد على من ارتكبها. وبالنظر إلى واقعنا المرير نجد عدم إمكانية إقامة الحدود على المجرمين بسبب غياب الخليفة وغياب الحصن الاجتماعي، حيث يعتبر هذا الحال أعظم ظرفاً طارئاً على حد الزنا حيث لا يمكن معه إقامة هذا الحد، وعليه ستبقى الحدود معطلة إلى حين إقامة الخلافة وتوفير الحصن الاجتماعي، ولا يمنع هذا الحال أن نأخذ بما يرد في هذه الرسالة بالقدر المستطاع في اللجان الشرعية ومجالس العشائر وعند كل من له سلطان على المسلمين.

توثيق المرجعي (APA)