ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين، شرع لنا ديناً قويماً، وهدانا صراطاً مستقيماً، و جعلنا من خير أمةٍ أخرجت للناس، وهدانا لمعالم دينه الذي ليس فيه التباس، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيماً لإلوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً وبعد .. فقد أقام الله سبحانه المجتمع على نظامٍ محكمٍ وقرارٍ مكين، وجعل من مقاصد الإسلام الكبرى إصلاح الحياة الإنسانية، ومنع أسباب الفساد والهلاك عنها؛ ليقوم الإنسان برسالة ربه التي استخلفه فيها وائتمنه عليها. وإن أهمية أيّ علْمٍ تظهر وتتضح مما ينبني على هذا العلم في واقع الناس، لذا كان علم الفقه من أهم علوم الدين، ومن أهم علوم الفقه ما يتعلق بعلاقة الدولة المسلمة بغيرها من الأمم، ومن هذه العلاقة معرفة ما يخطط له الأعداء في حق الدولة المسلمة، وذلك لا يتم على الوجه الأكمل إلا برصد العيون التي تُزْرَعُ بين غير المسلمين بصورة لا يفطنون لها، وهذا الأمر يُعدُّ من أهم وسائل النصر وأحد أسباب ثبات الدولة, لذلك عزمت على البحث في موضوع: الأمن وأثره على تصرفات الجاسوس المسلم. فإن عمل الجاسوس المسلم لمصلحة دولته يترتب عليه عدد كبير من الأحكام الشرعية، فهو متعمق في فقه الرُّخَص؛ لأن طبيعة عمل الجاسوس المسلم مبنية على السرية والكتمان والتخفي عن الأعداء، وأي إظهار من جهته لشعائر الإسلام يؤدي إلى فشل مهمته، وقد يعرض حياته أو عرضه أو ماله أو دولته للخطر. فبحثْتُ عن بعض الصفات والضوابط التي يجب توافرها في الجاسوس المسلم، مع ذكر بعض صور استخدام النبي صلى الله عليه وسلم وقادة الفتح الإسلامي للجواسيس، كما بحثت عمّا تعطيه شريعتنا الغراء لهذا البطل المقدام من رخص، سواء كانت في العبادات أم المعاملات التي قد يضطر لها هذا المجاهد البطل.

توثيق المرجعي (APA)