ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين العزيز الوهاب غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب إليه المرجع والمآب والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقائد المجاهدين وقدوة العالمين وأسوة السالكين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد: لقد اكتسبت الصفوة السياسية (أهل الحل والعقد) قوتها وسندها وتأثيرها في الواقع السياسي من جماهير الأمة التي أفرزتها؛ لتمثلها أمام الحكام, وتصون حقها, وترعي مصالحها, وتدبر شئونها. ولقد شهد تاريخنا السياسي فترات ارتقاء, وتألق حضاري عندما كانت هذه الصفوة السياسية ذات القيم الإسلامية, والمبادئ الربانية تمارس دورها في مشاركة الحاكم مسئولياته في كل جوانب الحياة السياسية, والتشريعية, والإدارية, والتنظيمية- رغم ما كانوا عليه من الصلاح والاستقامة-وتراقب سلوك الحكام فتصحح مسارهم , وتقوم اعوجاجهم , وترشد قراراتهم. ولقد بلغ إحساس أهل الحل والعقد بعظم مسئوليتهم, ودورهم في الحياة السياسية, فبسطوا نفوذهم, وفتحوا عيونهم؛ لتقويم أداء الحكام حتى حاسبوا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الثوب الذي يرتديه, وقالوا له: بكل صراحة إن ملت عن الحق قومنا اعوجاجك بحد سيفنا. ولما انتقلت عدوي الاستبداد السياسي إلي الدولة الإسلامية, وعطلت الشريعة, وحكم الناس بالحديد والنار, وضاق نطاق المشاركة الجماهيرية في صنع القرار السياسي وساد حكم الفرد أو القلة التي مارست الإرهاب السياسي ترسخت مظاهر التخلف السياسي مثل تشخيص السلطة, وغياب المؤسسية , وشيوع الفساد الإداري, والسياسي, وخداع الجماهير أدي إلي تخلف الأمة عن اللحاق بركب الحرية, وتعطل دورها الحضاري, فالواجب اليوم يحتم على هذه الصفوة السياسية (أهل الحل والعقد) أن تملك زمام المبادرة؛ لتنفض عن كواهل الأمة غبار المذلة, وتبدد ظلمات الاستبداد والاستعباد , وتعود لممارسة دورها الحقيقي في جميع الميادين فضلاً عن الميدان السياسي. من هنا جاءت الدراسة لتكشف عن دور أهل الحل والعقد في نقض القرارات السياسية وتقويم أداء الحاكم, ومنع الانفراد بالسلطة, وإفساح المجال لمشاركة سياسية واسعة في صنع القرار السياسي, ورعاية مصالح الأمة, وتدبير شؤونها, لأداء دورها الحضاري المنشود.

توثيق المرجعي (APA)