ملخص الدراسة:

الحمد لله حمد الشاكرين على ما خولنا من نعمه وآلائه، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم، نبيه ورسوله ومصطفاه. أما بعد،،، فمن رحمة الله تعالى بالناس أن أرسل سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم بتشريع كامل، لا يعتريه النقص، كيف والله تعالى يقول: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾، ومن هذه التشريعات تشريع ينظم المعاملات بين الناس، والتشريع الإسلامي صالح لكل زمان ومكان؛ لذا لم يقف الإسلام أمام العلم والتطورات عبر الزمن بل تجده سبقها جميعاً، والله قيض لكل عصر من يكشف الستار عن المستجدات فيه، وظهرت في عصرنا مستجدات كثيرة من ضمنها عقود أطلق عليها علماء القانون (عقود الإذعان)، وهذا البحث المتواضع يأتي إلى جانب جهود العلماء الأفاضل في الكشف عن تلك العقود. وقد جاء هذا البحث في ثلاثة فصول وخاتمة على النحو التالي: أولاً: الفصل التمهيدي: تحدثت فيه عن العقود بصفة عامة، ويتكون من ثلاثة مباحث، حيث تناولت تعريف العقد في اللغة والاصطلاح، وبينت أركان العقد وشروطه؛ إذ تكلمت عن أركان العقد الثلاثة الصيغة والعاقدين والمعقود عليه، وبيَّنتُ شروط قابلية كل ركن للتعاقد، ثم بينت حكم العلماء في الشروط المقترنة بالعقد، وتناولت التطور التاريخي للعقود، ونظرة الشريعة للعقود المعاصرة، و الصعوبات التي تواجه الفقه الإسلامي في العقود المستجدة، والضوابط العامة للحكم على هذه المستجدات. ثانياً: الفصل الأول ماهية عقود الإذعان: تناولت فيه عقود الإذعان من حيث الماهية لإزالة بعض الغموض عنها، ويتكون هذا الفصل من أربعة مباحث؛ تناولت في المبحث الأول تعريف الإذعان في اللغة والاصطلاح، وتوصلت لتعريف له وهو (العقد الذي يضطر أحد طرفيه لقبوله دون مساومة أو تغيير في شروطه) ، ثم ذكرت بعضاً من تعريفات عقود الإذعان عند القانونيين؛ وذلك لأنهم أول من اصطلحوا عقود الإذعان، ثم بينت سبب تسمية تلك العقود بهذا الاسم، وجاء المبحث الثاني يزيل بعضاً من الغموض عن تلك العقود؛ إذ تحدث عن أركانها وخصائصها، فبَينتُ ما ميزها عن أركان وخصائص غيرها من العقود، ثم كان المبحث الثالث الذي تناول طبيعة عقود الإذعان وأقسامها؛ فتحدثت فيه عن طبيعة عقود الإذعان في القانون أولاً من حيث كونه قانوناً أو عقداً، ثم بينت أنه عقد من وجهة نظر الشريعة الإسلامية، وما وقع من خلاف في طبيعتها في القانون لم يقع هذا الخلاف في الشريعة الإسلامية، وذلك لاختلاف نظرة الشريعة للعقد عن نظرت القانون له، فاختلف تعريف كل منها عن الآخر, فكان الخلاف المذكور في القانون، ثم قسمت عقود الإذعان بحسب اعتبارات مختلفة، ثم جاء المبحث الرابع ليحكم على عقود الإذعان ويتناول أقوال العلماء فيها، وتكلم عن تدخل أصحاب السلطة في عقود الإذعان لحماية الطرف الضعيف. ثالثاً: الفصل الثاني صور عقود الإذعان وعلاقتها بغيرها: وجاء هذا الفصل ليكشف عن بعض العقود التي تعتبر إذعاناً، ويتكون من مبحثين، المبحث الأول تناول بعض صور عقود الإذعان وما يشبهها من العقود التي نتعامل بها في الوقت الحاضر، ثم جاء المبحث الثاني ليتناول علاقة عقود الإذعان ببعض العقود الأخرى. ثم جاءت الخاتمة وتناولت أهم النتائج التي توصلت إليها، ومن أهمها أن عقود الإذعان حقيقية جائزة وما يكون غير ذلك فيرجع إلى شيء يقدح في العقد لا لكونها عقود إذعان،ثم التوصيات.

توثيق المرجعي (APA)