ملخص الدراسة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد: لقد اهتم الإسلام بتكوين الأسرة المسلمة المتماسكة المترابطة، فما ترك صغيرة ولا كبيرة إلا فصلها وبينها لكلا الزوجين من حقوق وواجبات، كي تؤدي الأسرة دورها الخطير في المجتمع الإسلامي على أكمل وجه، حتى إن القرآن الكريم قد أضفى على الزواج المهابة والجلالة، فقال عز وجل: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً}. وهذا الميثاق الغليظ المؤسس لأنساب الناس وأحسابهم، هو من أعظم المواثيق والعقود في الإسلام، ولذا فإن أكثر الفقهاء قد سدوا منافذ فسخ هذا العقد، وجعلوها منحصرة في أضيق نطاق، وهي عيوب وأمراض نادرة لا يمكن إن وجدت أن تستقيم معها الحياة الزوجية التي أرادها الله عز وجل أن تبنى على المودة والرحمة، حيث يقول سبحانه وتعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}. وبما أن غشاء البكارة كسائر أجزاء الجسد معرض لأن يصاب بتلف جزئي أو كلي نتيجة حادث مقصود أو غير مقصود، مما قد يؤثر سلبا على الحياة الزوجية، فإن هذا البحث سيتناول بشيء من التفصيل الفقهي الآثار المترتبة على سقوط العذرة والبكارة على الزواج، وأرجو أن يكون في ذلك إسهام في الحفاظ على الأسرة المسلمة من الشتات والضياع. وقد ناقش علماؤنا المتقدمون هذه المسألة بشيء من التفصيل الفقهي، إلا أن الحديث حول هذا الموضوع قد تجدد وتشعب بين العلماء المعاصرين في هذه السنوات الأخيرة، حيث توصل الأطباء إلى إمكانية رتق غشاء البكارة وإعادته كما كان، مما دعا العلماء إلى بيان حكم ذلك، وقد اختلفت اجتهاداتهم في هذه المسألة الحادثة، وكان لا بد من عرض وتفنيد لهذه الأقوال والاجتهادات، للوصول إلى ما يناسب وسطية الشريعة الإسلامية الغراء، ويحقق مقاصدها. وهذا ما أصبو إلى الوصول إليه من خلال هذا البحث، فما كان من صواب فمن الله، وما كان من خطأ أو خلل فمني ومن الشيطان، وأستغفر الله من ذلك.

توثيق المرجعي (APA)