فقه الإمام عثمان البتي- رحمه الله pdf
ملخص الدراسة:
الحمد لله الذي فقَّه من أراد به خيراً في الدين، وشرع لنا أحكام الحلال والحرام في كتابه المبين، وأعزَّ العلم، ورفع أهله العاملين به المتقين، أحمدُه حمداً يفوق حمد الحامدين، وأشكره على نِعَمِه التي لا تُعدُّ ولا تُحصى، فهو سبحانه الذي وعد بالمزيد الشاكرين، وأستغفره من كل ذنب وأتوبُ إليه، إنَّه يحبُّ التوابين ويحبُّ المتطَّهرين، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وبذلك أمرتُ وأنا من المسلمين، وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله مصباح الهدي، ومنار الدُّجَى، فصَّل لنا أحكام الشرع وبيَّنَها أحسن تبيين، فصلوات ربي عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى تابعيهم بإحسان إلى يوم الدين. أمَّا بعد .. فإنَّ الله عز وجل أرسل الرسل مبشرين ومنذرين؛ لئلا يكونَ للنَّاس عليه حجة بعد الرسل، وختمهم بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأولين والآخرين، الشاهد البشير، السراج المنير الذي أخرج الله به النَّاس من الظلمات إلى النور، وهداهم إلى صراط العزيز الحميد، وجعل أُمَّته خير أمَّة أُخرِجَت للنَّاس، يأمرون بالمعروف، وينهوْن عن المنكر، ويؤمنون بالله، وجعلها خير الأمم، وأكرمها على الله تعالى، وأكملَ لهم دينهم، وأتمَّ عليهم نعمته، ورضِيَ لهم الإسلام ديناً، وأظهره على الدين كلِّه ولو كره المشركون، وجعل سبحانه في هذه الأمَّة المباركة علماء هم ورثة الأنبياء، يقومون مقامهم في تبليغ ما أُنزِل من الكتاب، ذلك " أنَّ الأنبياء لم يُوَّرثوا ديناراً ولا درهماً، وإنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظٍ وافر "، وجعل سبحانه هذا الميراث " يَحمِلُهُ من كلِّ خَلَفٍ عُدُولهِ، ينفون عنه تحريفَ الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين"؛ لتدوم بهم النعمة على الأمَّة، ويظهر الله بهم النور من الظلمة، ويحيا بهم دين الله الذي بعث الله به رسوله، وقد شرَّف الله تعالى هؤلاء العلماء في الدنيا، فرفع قدْرَهم، ونَشَرَ ذِكْرَهم، حتَّى صاروا كالنجوم يَهتدِي بها الناسُ في ظلمات البر والبحر، وبعد مماتهم يترحَّمُ النَّاس عليهم، ويدعون لهم بعد طول عُمُر، وهذا مصداق قوله عز وجل: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾. إنَّ خير أولئك الأئمة علماء الصحابة رضي الله عنهم، فَهُم الذين نَهَلُوا من عين الوحي قرآناً وسنة، ثمَّ سَقَوْا مَنْ بعدهم من التَّابعين من اقتفى أثرهم، وسار على هديهِم، وهؤلاء العلماء على ضربين، منهم من حُفِظَ فِقْهُهُ ووصَلَ إلينا، ومنهم مَنِ اندَثَرَ فِقهُهُ ولم يصلنا، بل ظلَّ فقهه مسائلَ منثورةً في ثنايا أمهات الكتب الفقهية، فانبَرَى لفقههم طلابُ علمٍ، يجمعون هذا الفقه، ويبثون فيه روح الحياة، بُغيَة إحياء سيرتهم، وانتفاع الناس من غزير علمهم، وعلى ذات الطريق آثرت أن أجمعَ شتات فقه إمامٍ مجتهد من أئمَّة التَّابعين، أنار الله بصيرته بالفقه في الدين، والغوص على درره، والسُّمُو إلى مداركه، لا تقل آراؤه قوةً عن بقيةِ العلماءِ المجتهدين، وعَمدتُ إلى لمِّ شَعَثَ مسائِلَه، وترتيبها في فصول على غرار مؤلفات الفقه الإسلامي؛ حتى خرجت في حُلَّةٍ جميلة، وهذا ما كان بعون الله في هذا البحث، وهو بعنوان: " فقــه الإمــــام عثمان البَتي- رحمه الله تعالى- "
توثيق المرجعي (APA)
خصائص الدراسة
-
المؤلف
الكاشف, صالح درويش مصطفى
-
سنة النشر
2012
-
الناشر:
الجامعة الإسلامية - غزة
-
المصدر:
المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة
-
نوع المحتوى:
رسالة ماجستير
-
اللغة:
العربية
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
فلسطين
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf