ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أنعم علينا بهذا الدين، فجعلنا به سادة للعالمين، فمن سار على هديه فهو من الطائعين المقربين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد r وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، حراس العقيدة وحماة الدين. أما بعد: فإن الأمن الفكري له أهميته في حياة الأمة المسلمة، في معركة الصراع بين الحق والباطل، وتأثيرها على الضروريات الخمس، وجوهرها العقل مناط التكليف. كما أن الأمن الفكري يؤثر على الأمن من ناحية أن أصحاب الفكر المنحرف ربما يتبنون سلوكيات وتصرفات تخل بالأمن، والشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في أمور المعاش والمعاد، الذي يفسدها انعدام الأمن، قال تعالى في معرض حديثه عن قريش: (الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴿٤﴾) والأمن الفكري يحافظ على كيان الأمة وسيادتها وتميزها عن غيرها من الأمم، فالأمجاد والحضارات تقاس بعقول أبناءها وأفكارهم لا بشخوصهم وأجسادهم، فإذا وثق أبناء الأمة من صحة أفكارهم ومعتقداتهم نتج عن ذلك التماسك والترابط وهذا يمثل القوة أمام الأمم الأخرى، الذي يحميها من الاختراق الذي يسبب الوهن والضعف. والأمن الفكري له وسائله التي من خلالها يتحقق، ومحاضنه التي ترعاه، كما أن لضوابطه الأثر البالغ في إرساء معالمه وتحقيق متطلباته. والأمن الفكري يحمي الأفراد والمجتمعات من الانحراف الذي يجافي عن الطريق المستقيم حصن النجاة، (وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿١٥٣﴾) فللانحراف أسباب ومظاهر نتعرف من خلالها على طبيعة المنحرف وسلوكه ونعالجه العلاج المناسب من خلال ما يمليه علينا الشرع الحنيف.

توثيق المرجعي (APA)