ملخص الدراسة:

الحمدُ للهِ الذي لم يُستفتحْ بأفضلَ من اسمهِ كلام،ٌ ولمْ يستنجحْ بأحسنَ من صنعهِ مرام،ٌ حمداً لا انقطاعَ لراتبه،ِ ولا إقلاعَ لسحائبه،ِ وأشهدُ أنْ لّا إلهَ إلا اللهُ شهادةً تفوقُ التمام،َ وتفاوقُ الغمام،َ وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُ اللهِ وسولهُ لبنةَ التمامِ ومسكَ الختام،ِ وصلى اللهُ وسلمَ عليهِ ما تعاقبَ الجديدانِ وتباعدَ الخافقان، وعلى آلهِ العظامِ وصحبهِ الكرامِ وسلمَ تسليماً كثيراً بلا انقطاعٍ ولا إِبْلَاْم. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾. ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾. أما بعد:ُ فإنَّ أصدقَ الحديثِ كلامُ اللهِ تعالى، وأحسنَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم،َ وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة،ٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالة،ٌ وكلَّ ضلالةٍ في النار. إنَّ الشرعةَ الإلهيةَ ارتسمَ فيها أحكامٌ عدة،ٌ ومقاصدُ جِلّة، فهيَ موسومةٌ بالشمولِ والكمال،ِ محوطةٌ بسياجِ الإحكامِ والإتقان،ِ ويلوحُ هذا في التنوعِ التشريعيِ الذي يبدأُ بعلاقةِ المرءِ بربه،ِ وينتهي بعلاقةِ الناسِ بعضِهم بعضا،ً وهيَ أجناسٌ مختلفةٌ يندرجُ تحتَها أنواعٌ متعددةٌ منَ العلائقِ والروابطِ تتمثلُ في المعاملاتِ والأحوالِ الشخصيةِ والعقوباتِ والأحكامِ السلطانية. وهذا الأخيرُ من أهمِّها شأنًا وأعلاها قدرًا؛ لأنهُ يمثلُ القالبَ الذي يُصبغُ فيهِ البشرُ بصبغةِ العبودية،ِ ويساسونَ بالمثلِ العليا والأخلاقِ الرفيعة،ِ ويتخلصونَ منَ العوائقِ التي تفرزُها النظرياتُ العقليةُ الصِّرفةُ التي مبناها- أصلًا وفرعًا- على الشهواتِ الرَّدِيَّةِ والنزواتِ القاتلة. ومن أجلِ ذا كانَ اختياري الكتابةَ في هذا البابِ الخصيبِ الذي تمسُّ الحاجةُ إليهِ في عالمِ الساعةِ المُتَّسِمِ بالتطورِ في أقصى ذروتهِ والتقنيةِ في أسمى تجلياتها. وبعدَ البحثِ الدؤوبِ عنْ موضوعٍ مناسبٍ عَنَّ في خاطري هذا العنوان: "أثرُ الاحتيالِ على الدولةِ الإسلاميةِ في العلاقاتِ الخارجية؛ِ دراسةٌ فقهيةٌ مقارنة".

توثيق المرجعي (APA)