ملخص الدراسة:

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. مع أن الله تعالى قد تكفل لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بألا يهلك أمته بسنة عامة، ففي الحديث عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ...َ وإني سألت ربى لأمتي أن لا يهلكها بسنة بعامة ، وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وإنّ ربى قال: يا محمد إني إذا قضيت قضاءً فإنه لا يرد، وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة بعامة ، وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبى بعضهم بعضا.." قال الإمام النووي عند شرحه لهذا الحديث:" أي لا أهلكهم بقحط يعمهم بل إن وقع قحط فيكون في ناحية يسيرة بالنسبة إلى باقي بلاد الإسلام فلله الحمد والشكر على جميع نعمه" إلا أن حكمته سبحانه وتعالى اقتضت أن يبتلي عباده بالجوع ونقص الأموال والثمرات، وذلك ابتلاء لهم وليعلم الصابرين. قال عز وجل: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾. ولما كان نزول المجاعات مظنة الضيق والحرج والمشقة والاضطرار- ومن المعلوم أن الشريعة جاءت بالتيسير ورفع الحرج عن العباد- كان لابد من بيان أحكام هذه النازلة التي تلم بالناس؛لذلك قصدت إلى هذه النازلة لأبيّن أحكام الشريعة المتعلقة بها؛ لتكون ميسورة الفهم والعمل، وقد رأيت أن يكون عنوانها: نازلة المجاعة وأثرها على الأحكام في الفقه الإسلامي.

توثيق المرجعي (APA)