ملخص الدراسة:

الحمد لله وكفى، وسلامٌ على عباده الذين اصطفى, أما بعد... فإن الله عز وجل أرسل رسله مبلغين تبشيراً وإنذاراً، فبشَّروا الخلق أنه تعالى أراد إسعادهم في الدارين إنْ هم أطاعوه، وحذَّروهم من تبعات مخالفة أمره تنزل بهم دنيا وأُخرى. ولما ختم رسالته برسالة سيد الأنبياء والمرسلين؛ فإنه تعالى قال: [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ]، فشرَّعت من الأحكام ما تكفلت به بجلب مصالح العباد، ودرء الشر عنهم والفساد. فمن هذه الأحكام ما كان يدفع مفسدة قبل وقوعها، تفضلاً من الله وإحساناً أن جعل لعباده من شريعته ما يحفظهم من مفسدةٍ متوقعة، ومن الأحكام ما شُرع مع وقوع المفسدة، لتترتب عليه الآثار بعدها، فكانت هذه الأحكام التي بعد المفسدة زاجرة لمن أوقع الفساد، رادعة لمن تُسول له نفسه بالإفساد. وكمال الشريعة يقتضي أن الله عز وجل جعل الإنسان خليفة في الأرض، يطبق هذه الأحكام، فمنح القوة والسلطان لمن تكلف أمانة الولاية والحاكمية، وأوجب على الأمة اتباعه، وقرن طاعة أولي الأمر بطاعته، فقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ).

توثيق المرجعي (APA)

الحايك, غادة محمد صالح (2013). مسؤولية الدولة في حفظ النفوس (دراسة فقهية مقارنة). الجامعة الإسلامية - غزة. 22132