ملخص الدراسة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد: فإن من أعظم نعم الله عز وجل على هذه الأمة أن أنزل إليها خير كتبه، وأرسل إليها أفضل خلقه، وجعلها خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله، كما تكفل لها بحفظ دينها الذي ارتضاه لها، وكلّفها حمل هذه الرسالة، والجهاد في سبيلها، لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة الذين كفروا السفلى. فحازت هذه الأمة بشرف هذه الرسالة زمام القيادة للبشرية جمعاء. لقد ابتليت البشرية باليهود الذين يدَّعون أنهم شعب الله المختار، وأنهم المهيمنون على هذه البشرية، وأنها لم تخلق إلا من أجلهم ولخدمتهم، فلما جاء الإسلام، واستضاءت بنوره مشارق الأرض ومغاربها، وتدفقت أفواج البشرية من كل حدب وصوب في الدخول في هذا النور الجديد، ثم قامت هذه الأمة على يد رعيلها الأول بإيصال كلمة الحق إلى أطراف المعمورة، عند ذلك دخل الناس في دين الله أفواجًا، وتقوضت هيمنة اليهود، لكن لما بَعُد الناس عن دين الله تعالى عاد اليهود للفساد في الأرض وللهيمنة على الأرض، وزعامة قوى الشر فيها. في الوقت الذي نجاهد اليهود بكافة الوسائل, وجدت من واجبي أن أجاهد اليهود من خلال هذا البحث المتواضع, والذي يُلقي الضوء على حقيقة اليهود وأخلاقهم وعقائدهم، من خلال مكتبة الإمام فخر الدين الرازي بعنوان: (موقف فخر الدين الرازي من العقائد اليهودية). من هنا كانت هذه الدراسة لتعطي بُعداً جديداً وتفتح باباً من الأبواب التي توضح حقيقة اليهود وعقائدهم الباطلة من خلال عالم قدير ومفسر معروف وتفسير مشهور، وذلك بقدر استطاعتـي لعلهـا تتضح لطالب الحق، ولكل ذي لُب، ولكل ساعٍ إلى معرفة دينه كما أنزله الله عز وجل، وكما سار عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين، ليشمّروا عن سواعد الجد من أجل إقامة شرع الله عز وجل الذي أُبعد عن الواقع العملي في كثير من العصور.

توثيق المرجعي (APA)