ملخص الدراسة:

إنّ القرآن الكريم أشرف كتاب وأشرف كلام على هذه البسيطة؛ لذا عكف العلماء على خدمته ببيان علومه وتفسيره ، وكل علم يتعلق بكتاب الله عز وجل يُعدُّ من أجلِّ العلوم ، وأشرفها قدرا ً، وأعلاها منزلة، وأسماها مكانة. فالقرآن الكريم معجزة الله عز وجل الخالدة الباقية إلى يوم القيامة، فالإنسان حينما يتأمل ويتدبر القرآن الكريم يجد فيه وجوها متعددة من الإعجاز، أعظمها الإعجاز البياني الذي ينتظم القرآن الكريم كلّه. حيث يوجد في كل كلمة من كلمات القرآن الكريم، بل وفي كل آية من آياته، وفي كل سورة من سوره الكريمة، ويبدو هذا واضحا ً إذا تأملنا وتدبرنا في التناسب بين الآية القرآنية وفاصلتها، فالفاصلة القرآنية مرتبطة ارتباطاً وثيقا ً بما قبلها من الآية، فهي مستقرة في موقعها، منتظمة في موقعها، لو استبدلت بأخرى لاختلف المعنى ولفسد الغرض واختلّ النظم. فجزى الله علماءنا الأفاضل خير الجزاء، قد بذلوا جهودهم خدمة لكتاب الله U وبيان فصاحته وعظيم إعجازه وبلاغته. حيث أعجز العرب البلغاء أن يأتوا بمثله رغم فصاحتهم وبلاغتهم وهذا وجه الإعجاز، قال تعالى: [قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا] {الإسراء:88} . واستكمالا ً لجهود السابقين من العلماء في إظهار هذه الجوانب الإعجازيّة والوقفات البيانية الكامنة في القرآن الكريم فقد شرفت باختيار موضوع بعنوان: (المناسبة بين الفاصلة القرآنية وآياتها - دراسة تطبيقية وموضوعيّة لسورة الكهف) لذا فإنّ الباحث في آيات القرآن الكريم وهي مترابطة قد أخذ بعضها بأعناق بعض كأنها الياقوت والمرجان يلحظ بجلاء هذا النظم الرائع والعقد الفريد فيستخرج المعاني من الألفاظ بما يتناسب مع روح الآيات القرآنية، من هنا كانت الحاجة ماسةً لمعرفة المعاني المتجددة وإبرازها للوجود مسترشدا في ذلك بأقوال المفسرين القدامى والمحدثين. وحسبي في ذلك أنّ هذا منهج أصيل في نشأته جديد في تطبيقه، يفي بحاجات المجتمع المتجددة في كل عصر ٍ ومصر ٍ، ويبرز وجه الإعجاز في علم الفاصلة القرآنية بما يتلائم مع علم التفسير.

توثيق المرجعي (APA)