ملخص الدراسة:

إن منْ نعم الله تعالى على الأمة الإسلامية، بل هو من أعظم ما خص به هذه الأمة من الفضيلة والشرف، حفظ دينها بحفظ كتابه العزيز، فإن الله تعالى تولى حفظه بنفسه ولم يكلْ ذلك إلى أحدٍ من خلقه فقال: {إِنّا نَحْنُ نَزّلنا الذِّكرَ وإِنّا لهُ لحافظون} [ الحجر: 9]، فظهر مصداق ذلك مع طول المدة، وامتداد الأيام، وتوالي الشهور، وتعاقبِ السنين، وانتشار أهل الإسلام، واتساع رقعته, فبقي هو المعجزة الخالدة لهذا الدين، وسيظل معجزة يدركها اللاحقون بعد السابقين ويراها المتأخرون كما رآها المتقدمون، وتلك هي معجزة تتناسب وطبيعة هذا الدين الذي أراد الله له أن يكون آخر الأديان وتتناسب مع القرآن الذي أراد الله له أن يكون آخر كتاب ينزل من السماء. ومما لاشك فيه أن علم التفسير، بل وكافة علوم القرآن الكريم من أفضل العلوم، وأشرفها على الإطلاق لتعلقها بكلام الله تعالي، ألا وهو القرآن الكريم ، وتكمن أهمية هذا العلم في أنه يحقق المقاصد الأساسية للقرآن الكريم في حياة المسلمين، لذلك فإن الناظر في آيات القرآن الكريم يجد أن كل سورة بل كل آية في كتاب الله تعالى تحتوي على الكثير من المقاصد والأهداف التي تمثل منهاج حياة للمسلمين في جميع مجالاتها، لإصلاح شتى نواحيها، تشخص مشاكلهم وهمومهم، وتقدم العلاج الشافي لتلك المشاكل والهموم، بما يتفق مع هذه المقاصد والأهداف القرآنية. لذلك كانت رسالتي: [الدراسة التحليلية لمقاصد وأهداف الحزب الخامس والعشرين من القرآن الكريم "سورة يوسف من الآية (53-111) إلى سورة الرعد من الآية (1-18)"].

توثيق المرجعي (APA)