ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فقد اهتم القرآن الكريم اهتماماً كبيراً لحماية الأعراض وصيانتها التي لا تستقيم الدنيا ولا الآخرة إلا بحفظها، ولما حرم الله عز وجل الزنا في قوله: ﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا﴾ (الإسراء:32) حرم كل وسيلة تفضي إليه، وأوصد كل منفذ يؤدي إليه، ولقد اعتنى القرآن الكريم بحفظ الجماعة المسلمة من نشوء أي رذيلة، وصونها من كل الفساد والانحلال، بل أرشد إلى الوسائل التي تقي كلَّ مسلم ومسلمة من الوقوع في فاحشة الزنا. وحفظ النسل أصل من الأصول الخمسة التي هي: الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال؛ ومدار أحكام الدين وخلاصة هذه الشريعة حماية هذه الضرورات الخمس، وقد شرع الله تعالى لها أحكاماً قطعية الدلالة لا اجتهاد فيها وذلك لحمايتها، وتوقيرها، وكان للأعراض النصيب الوافر في التشريعات التي تصونها وتمنع الاقتراب منها والعدوان عليها وإنقاصها، والعبث بها، وقد جاء هذا البحث ليميط اللثام ويظهر تلك الوسائل الوقائية التي تمنع المسلم من الوقوع في الرذيلة.

توثيق المرجعي (APA)