ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد الصَّادق الأمين، الذي قال: "لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ" وكما أن القرآن شفاء للنَّاس، لقول الله تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ [الإسراء: 82]، فكذلك السُّنة النَّبوية فيها علاج لكثير من المشاكل والأزَمات، فالسُّنة وحي من الله عزو وجل، قال الله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى﴾ [النجم: 3، 4]. ولقد خلق الله عز وجل العُنصر البَشَرِي وجعله خليفته في الأرض، لقوله تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: 62]، ووفر له كل مقومات الحياة المادية والمعنوية؛ ليبني ويعمر الأرض، قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ﴾ [لقمان: 20]، ولكنه حاد عن الطَّريق واتخذ سُبلاً عديدة للوصول إلى ما يصبو إليه، إلى أن غرق في بحر الحياة، فمن فطن منهم إلى سبيل النَّجاة وهو اتباع سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم نجا، ومن استسلم لدوامة الحياة ولم يبحث عن سُبل النَّجاة سقط في قَعْرها. فباتباع ما أمر به نبينا صلى الله عليه وسلم وتجنب ما نَهَى عنه، نكون قد وصلنا إلى غايتنا وهدفنا، فالابتعاد عن منهجه صلى الله عليه وسلم هو سبب رئيس في الإبحار في عالم المشكلات والأزَمات، وقد ظهرت في عصرنا العديدُ من المشكلات التَّربوية أو الاجتماعية أو الاقتصادية وغيرها، وقد وضعت لها السُّنة النَّبوية حلولًا وقائيةً وعلاجيةً ووقائيةً علاجيةً في آن واحد، فمن سار عليها وصل إلى غايته ومراده، ومن لم يسر على وفقها حاد عن الطَّريق والصَّواب.

توثيق المرجعي (APA)