ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمةً للعالمين ـ سيدّنا محمد ـ وعلى آله وصحبه، ومن سار على هديه، واقتفى أثره إلى يوم الدين، وبعد... فإنّ علم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجلِّ العلوم، وأنفعها للمسلم في دنياه، وأخراه، وهذا العلم يتفرّع إلى عددٍ من العلوم، من أساسياتها علم العلل الذي لا بدّ من الغوص في أعماقه للوصول إلى ثمرة علم الحديث وهو الحكم على الحديث من حيث القبول، أو الرّد، ومن ثمّ العمل به، أو الترك، ومن دقائق علم العلل ما يتعلق بالتعرّف على إمكانية سماع الرّاوي من شيخه، وبالتالي الوصول إلى الحكم على اتصال الإسناد، أو إرساله، فيُقبل الأول إن توافرت باقي شروط الصحة، ويردّ الثاني وإن لم يكن غيره عِلّة. هذا وقد تفاوت الصحابة رضوان الله عليهم في مقدار أخذهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد برزت من بينهم أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ لقربها من رسول الهدى صلى الله عليه وسلم من الناحية الزوجية، والقلبية؛ لذا كان من المهم جدًّا لدارس علم الحديث الاهتمام الخاص في مرويات عائشة ل لكثرتها من ناحية العدد، وأهميتها من ناحية المضمون. ومن هذا الاهتمام النظر في ثبوت سماع الراوي عنها؛ هل حديثه من المسند المتصل، أم من المرسل المنقطع. ومن هذا الباب جاءت هذه الرسالة بعنوان: (الرواة المختلف في سماعهم من عائشة ل دراسة نقدية). والحقّ أنّ هذا الموضوع يتداخل فيه علم العلل مع علمي المصطلح، والجرح والتعديل؛ فلا بُدّ للحكم على ثبوت سماع الراوي من شيخه من الغوص في دقائق علم المصطلح كالانقطاع في الإسناد وأسبابه، وطرق التحمل، والتدليس، والإرسال، وغيرها. ولا بدّ كذلك من معرفة أحوال الرّواة وأقوال الأئمّة فيهم لتأثير ذلك على تحمّلهم لمروياتهم.

توثيق المرجعي (APA)