ملخص الدراسة:

الحمد لله الذي لا أوُل لوجوده ولا آخر لجوده، وصلي الله على خير مبعوث بشرائعه وحدوده وعلى الصحابة وأزواجه وجنوده، وسلَم تسليماً كثيراً وبعد: قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي إسرائيل اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عليكم وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِين﴾ (البقرة:47)، هكذا كان خطاب الله عز وجل لبني إسرائيل خطاب تفضيل ونعمة؛ فهم من أهل التوحيد أصحاب عقيدة وشريعة قائمة على إخلاص العبودية لله سبحانه وتعالى، إلى أن تغير هذا الحال، واستُبدل التوحيد بالشرك، ووقع التحريف والتبديل في هذه الشريعة الربانية ونسبت بضلالها إلى الله عز وجل، سعياً وراء مصالحهم وتلبية ً لرغباتهم وأهوائهم، فلعنهم الله بكفرهم ؛لأنهم ضلوا وأضلوا خلقاً كثيرا، قال تعالى (فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ)(البقرة 79). تأتي هذه الدراسة في بيان ما كتب في (سفر التثنية) - موضوع البحث – والرد عليه بما جاء في ديننا الحنيف والشرع الحكيم، وأثبته كتاب الله وسنة نبيه، بالإضافة إلى الأدلة العقلية. وتبين هذه الدراسة أهمية هذا السفر وما جاء فيه من الفرائض والأحكام والوصايا التي أعاد موسى عليه السلام سردها على بني إسرائيل، وكذلك تبيين عقيدة التوحيد في نصوص هذا السفر الداعية إلى إفراد الله سبحانه وتعالى بكل أنواع العبادات، وحال الأسماء والصفات التي اتصف بها الله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى صفات الأنبياء فيه، والبشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان الأحكام والشرائع وما يقبل ويرد منها، وبيان الوعد الإلهي وحجة اليهود فيه بأنهم شعب الله المختار.

توثيق المرجعي (APA)