ملخص الدراسة:

استهدفت الدراسة تعرُّف الصورة الإعلامية التي تعكسها الصحافة الفلسطينية اليومية لمنظمات حقوق الإنسان في أثناء المدة من 1/1/2012م وحتى 31/12/2012م، وإجراء دراسة تحليلية للمحتوى والشكل الذي قُدِّمت بوساطته منظمات حقوق الإنسان في صحف الدراسة (فلسطين، والحياة الجديدة)، ومن ثَمّ تعرُّف الصورة الذهنية لمنظمات حقوق الإنسان لدى النخبة الفلسطينية، بإجراء دراسة ميدانية على عينة من النخب (الأكاديمية، والإعلامية، والسياسية)، تتكون من 120 مفردة. وتنتمي الدراسة إلى البحوث الوصفية، واستخدمت منهج الدراسات المسحية، الذي تم في إطاره توظيف أسلوب المقارنة المنهجية، وتم جمع بيانات الدراسة بوساطة أداتين، هما: استمارة تحليل المضمون، وصحيفة الاستقصاء. وكان من أهم نتائج الدراسة التحليلية أن صحف الدراسة أولت اهتماماً واضحاً لقضايا المنظمات الحقوقية الخاصة بالأسرى، على القضايا الأخرى المتعلقة بالاستيطان والحريات السياسية والتنمية والقضايا المجتمعية، وقد رسمت الصحف سماتٍ إيجابيةً نسبية لمنظمات حقوق الإنسان، وتبين أن الدور الأبرز الذي يظهر في صحف الدراسة للمنظمات هو "رصد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي" بنسبة (52.9%)، بينما ظهرت أدوار أخرى، مثل (رصد انتهاكات السلطات المحلية، والرقابة، والتثقيف والتنمية) بنسب متفاوتة. كما أشارت الدراسة لتعامل الصحف بانتقائية مع مواد المنظمات الحقوقية التي تُظهر جهات بعينها فاعلة للانتهاك، فقد ركزت صحيفة فلسطين على المواد التي تُظهر حكومة رام الله منتهكة لحقوق الإنسان، في حين ركزت صحيفة الحياة الجديدة على المواد التي تُظهر حكومة غزة منتهكة لحقوق الإنسان. وبيَّنَتْ الدراسة أن موضوعات منظمات حقوق الإنسان في صحف الدراسة لم تستهدف تشكيل صورة محددة عن تلك المنظمات، سواء كانت إيجابية أم سلبية، حيث جاءت معظم الموضوعات المتعلقة بالمنظمات من دون أن تتضمن أي سمات بنسبة (85.3%)، في حين بلغت الموضوعات التي تحوي سمات إيجابية (14.1%)، ويمكن عن طريقها استنتاج ملامح إيجابية –إلى حد ما- لصورة منظمات حقوق الإنسان في صحف الدراسة. وأظهرت الدراسة تقصير الصحف في التغطية الصحفية لفعاليات وأنشطة وتقارير منظمات حقوق الإنسان، واعتمادها على نحوٍ كبير على البيانات والتقارير الصادرة عن تلك المنظمات، بالإضافة إلى هيمنة الطابع الإخباري على التغطية الصحفية بنسبة عالية وصلت إلى (97%). أما الدراسة الميدانية على عينة النخبة الفلسطينية فقد توصلت إلى أن الانطباع العام لدى عينة الدراسة عن منظمات حقوق الإنسان جاء "محايداً" بنسبة (55%)، بينما كان "سلبياً" بنسبة (24.2%)، و "إيجابياً" بنسبة (20.8%)، وقد كانت مصادر هذه الانطباعات بوساطة مجال عمل أفراد العينة بالدرجة الأولى، ومن ثم التعامل المباشر مع المنظمات، أما وسائل الإعلام فكانت في المرتبة الثالثة لمصادر تكوين الصورة الذهنية لتلك المنظمات بوساطة الإنترنت والتلفزيون والصحف. وأظهرت النتائج تبايناً واضحاً في الرضا عن أدوار منظمات حقوق الإنسان، فجاءت درجة الرضا عالية جداً عن رصد وتوثيق انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكات السلطات المحلية، في حين كانت منخفضة جداً حول الملاحقة القضائية لتلك الانتهاكات، أما الأدوار المتعلقة بالتنمية ونشر ثقافة حقوق الإنسان، فكانت درجة الرضا عنها متوسطة. وكانت أبرز النقاط السلبية التي يراها أفراد عينة النخبة في تلك المنظمات أنها تنحاز لأطراف معينة، ولا تتوافق سياساتها مع ثقافة المجتمع أحياناً، ومن ثَمّ فهي لا تقوم بالدور المطلوب منها، وتبدد طاقاتها في مجالات ليست ذات أهمية كبيرة للمجتمع.

توثيق المرجعي (APA)

الحمايدة, محمد عطية (2014). صورة منظمات حقوق الإنسان في الصحافة الفلسطينية (دراسة تحليلية وميدانية). الجامعة الإسلامية - غزة. 16354