ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين ، الذي أنزل القرآن بلسان عربي مبين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين ، الذي آتاه الله جوامع الكلم فكان أبلغ البشر أجمعين، وصدق الله تعالى إذ يقول في محكم التنزيل : ﴿الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ أما بعد : فقد بدأت صلتي بالموضوع منذ أن أحببت علم اللغة بعامة ، وعلم الأصوات بخاصة منذ دراستي الجامعية الأولى ، وقد نبعت لدي رغبة بدراسة علم اللغة وقد زادت هذه الرغبة أثناء دراستي للماجستير ، وانطلقت بهذه الفكرة وهي دراسة الاضطرابات اللغوية في ضوء الدراسات اللسانية الحديثة وخاصة علم الأصوات النطقي ، وكان ذلك مع بداية دراستي لمساق علم اللسان الحديث حيث تفتحت لدي آفاق جديدة من خلال محاضرات الدكتور فوزي أبو فياض والذي كان له التأثير الكبير من خلال حديثه أن علم اللسان الحديث له أصول عربية مع العلماء المسلمين الذين تناولوا دراسة اللغة من خلال الكثير من الكتب التي ترجمت إلى اللغات الغربية ، وجاء هذا البحث وبهذا العنوان إيمانا مني بأهمية هذا البحث ، وتنبع هذه الأهمية من خلال اهتمام البحث بموضوع حيوي وهو الاضطرابات النطقية عند الطفل . وكذلك يهتم الموضوع بالربط بين مجموعة من العلوم التي لها علاقة باضطرابات النطق والكلام من خلال علاقة علم الأصوات النطقي بهذه العلوم مثل علم التجويد والقراءات وعلم النفس والتربية وعلم الفيزياء وعلم الفسيولوجيا والتشريح . ولذا فقد اقتضت الضرورة في هذا البحث أن نعود إلى جهود علماء اللغة، وعلماء النفس، والدارسين، والباحثين للاستفادة من نتائج أبحاثهم ودراساتهم في مجالات، دراسة اللغة، وتعريفها، ووظائفها، وأنواع الاضطرابات النطقية وأسبابها وطرق الوقاية منها والأساليب الصحيحة في علاجها، وهذه في نظري ظاهرة صحية ؛ لأن العلوم تستفيد من بعضها وقد تتقاطع العلوم المختلفة في كثير من القضايا . ولقد حظي الدرس اللغوي في العصر الحديث بالكثير من الفحص والدراسة والتحليل، بمناهج جديدة تختلف عموماً عما كان سائداً في الدراسات اللغوية القديمة، فاللسانيات الحديثة تتناول اللغة بالدراسة من مستويات أربعة : هي المستوى الصوتي، و الصرفي، والنحوي، ثم الدلالي ، غير أننا إذا ما نظرنا في هذا الكم الهائل من الدراسات اللغوية، وخاصة تلك التي تتعلق باللغة العربية، وجدنا جل البحث والتأليف في الجوانب النحوية أو الصرفية أو الدلالية، وأقلها في الجانب الصوتي للغة، مما جعله في حاجة إلى المزيد من الدراسة والبحث، إذ لا تزال الكثير من قضاياه غامضة مجهولة، ونحن في أمسّ الحاجة إلى تفسيرها وتحليلها والوقوف عليها، وهذا مما يدعو إلى الاهتمام أكثر بالدراسات ذات العلاقة بعلم الأصوات.

توثيق المرجعي (APA)

ابو عاصي, عادل حسن علي (2011). الاضطرابات النطقية عند الطفل (دراسة صوتية وصفية في ضوء علم الأصوات النطقي). الجامعة الإسلامية - غزة. 16542