ملخص الدراسة:

لقد تبين أن علماء العربية وعلماء التلاوة والتجويد القدماء لم يغفلوا في دراساتهم النظرية عن الظواهر فوق التشكيلية للغة العربية ، كالمقطع والنبر والتنغيم ، إلا أنهم أهملوا في دراساتهم الجانب التطبيقي العملي للمقطع الصوتي . وحتى أن علماء الأصوات المحدثين لم يولوا في دراساتهم المقطع الصوتي من الناحية التطبيقية أي اهتمام ، وخصوصًا في القرآن الكريم ، وذلك على الرغم من أن علم التجويد وقواعد الترتيل يعتبر الجانب النظري للنظام المقطعي . سبب اختيار الدراسة : لقد جاءت هذه الدراسة ساعية للوصول إلى : 1- الكشف عن البنية المقطعية الصوتية للقرآن الكريم ، والوقوف على خصائص النسيج المقطعي في القرآن الكريم ، بغرض إثراء المكتبة القرآنية بدراسات من هذا النوع . 2- تحديد أنواع المقاطع الصوتية ، بهدف تحليلها وتفسيرها . 3- الوقوف على أبرز جماليات التشكيلات الصوتية ، وربطها بالدلالة . 4- إبراز أهم الوسائل والتقنيات الصوتية ، التي شكلت الوحدة الصوتية في سور القرآن . ولتحقيق ذلك : 1- تم اختيار سورة البقرة أنموذجًا للتطبيق ، وتم كتابتها كتابة مقطعية صوتية ( أي بحسب النطق أو التلفظ بالكلمات من مخارجها ، لا بحسب النظام الكتابي لها ) 2- اعتمدت الدراسة الكتابة المقطعية برواية ( حفص عن عاصم ) ؛ لشهرتها . 3- اعتماد تلاوة ثلاثة من المقرئين المجيدين ، وهم : محمد صديق المنشاوي وأحمد بن علي العجمي وعبد الرحمن السديس ، وذلك لتوخي الدقة في تحديد مواضع الوقف والإدغام وغيرها من قواعد الترتيل ؛ وذلك للوصول إلى نتائج دقيقة مئة في المئة 100 % أما عن سبب اختيار سورة البقرة فكان للأسباب التالية : 1- لأن السورة تعتبر عينة جيدة للدراسة ؛ وذلك لطولها ، حيث بلغت ثلاثة أجزاء من القرآن . 2- لتنوع مباحث الدراسة فيها ، فالسورة تشتمل على أحكام وتشريعات وقوانين شاملة لأمور الدين جميعها ، كالعبادات والعقائد والقص والأمثال وشئون الأسرة وغيرها . أهداف الدراسة : يعالج البحث ظاهرة من أهم الظواهر الصوتية في القرآن الكريم ، فقد ركزت الدراسة على : 1- أثبتت الدراسة بأن مصطلح ( المقطع الصوتي ) قد عرفه علماء العربية ، بجانبه النظري، وليس العملي . 2- إن التوازن في النظام المقطعي قد حقق للخطاب القرآني : أ- إيقاعًا موسيقيًا وصوتيًا بارعًا . ب- الوحدة الصوتية للآيات في إطار السورة كاملة . ت- جمال وحسن ودقة التلاوة . 3- وظف الخطاب القرآني تقنيات عديدة لإغناء النص موسيقيًا منها : أ- التنويعات المقطعية من خلال تبادل مواقع المقاطع . ب- التكرارات المقطعية ، كالفاصلة التي تتكرر كلازمة صوتية ، خلال مسافات زمنية طبيعية . ت- التدرج في التجمعات المقطعية في آيات السورة .( عدد الوحدات المقطعية الصوتية ) . ث- المحاكاة المقطعية أو محاكاة المقطع للمعنى ، التي تصبح معها العلاقة بين المقطع ومعناه ، علاقة طبيعية غير مفتعلة . 4- أظهرت الإحصائيات التي استند إليها البحث أن : أ- المقطع القصير ( ص ح = cv ) ، الذي يتألف من ( صامت + صائت)، هو أكثر المقاطع الصوتية تكرارًا في سورة البقرة ، لذا يعتبر المقطع الذي بنيت عليه السورة كلها . ب- المقاطع الثلاثة ( ص ح -ص ح ص -ص ح ح ) ، هي المقاطع الشائعة في سورة البقرة ، وأنها ليست عليها في حركتها داخل الكلمة الواحدة أو في الآية أو في السورة . ت- المقطع الصوتي (ص ح ح ص ) و المقطع ( ص ح ص ص)، هما أقل المقاطع تكرارًا ، وأنهما لا يأتيان إلا عند الوقف ، أما المقطع (ص ح ح ص ص) ، فلا يوجد في السورة . الصعوبات : لقد تمثلت الصعوبات التي واجهت الدراسة في : 1- ندرة المصادر والمراجع والدراسات التطبيقية في هذا المجال . 2- صعوبة الطباعة ، وتحديدًا في تقطيع السورة صوتيًا ، حيث استغرقت الطباعة والمراجعة معظم الوقت ، وذلك لتوخي الدقة في النتائج والتفسيرات . منهج الدراسة : لقد اقتضت الدراسة أن تسير وفق المنهج الوصفي والاستقرائي التحليلي ، وذلك للوقوف على بنية النسيج المقطعي بدقة ، ومن ثم تحليل وتفسير النظام المقطعي في السورة ، وبغرض الوقوف على الدلالات المستوحاة من هذا النظام. خطة الدراسة : سارت الدراسة على النحو التالي : - التمهيد والدراسات السابقة . - الفصل الأول : استعراض تاريخي لآراء علماء العربية والفلاسفة ، لمصطلح المقطع الصوتي ، مثل الفارابي وابن سينا وابن رشد وغيرهم ، واستعرضت الدراسة أنواع المقاطع الصوتية في العربية ، وتصنيفاتها ، وخصائص النسيج المقطعي في العربية ، ثم أهمية دراسة المقطع الصوتي . - الفصل الثاني : وتناول المعنى الإجمالي للسورة ، وتحليل المقاطع الصوتية كمًا ، وتفسير وتعليل عام للنظام المقطعي في السورة . - الفصل الثالث : تناولنا فيه نماذج تطبيقية لمباحث السورة المختلفة ، للوقوف علي دلالات النظام المقطعي وجمالياته في السورة .

توثيق المرجعي (APA)

ابراهيم, عادل عبد الرحمن عبد الله (2006). النظام المقطعي ودلالته في سورة البقرة (دراسة صوتية وصفية تحليلية). الجامعة الإسلامية - غزة. 16565