ملخص الدراسة:

الحمد لله الذي خلق الإنسان، علمه البيان، أنزل على عبده الكتاب فيه آيات بينات. هو الرحمن، علم القرآن، ليكون حجة بينه وبين عباده، من بعد عنه ضل وغوى, ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم. والصلاة والسلام على رسوله نبي الرحمة، وإمام الأئمة، وسراج الأمة وعلى أهل بيته مصابيح الظُلَم، وعصم الأمم، ومنار الدين الواضحة، ومثاقيل الفضل الراجحة صلى الله عليهم أجمعين صلاة تكون إزاءً لفضلهم ومكافأة لعملهم وكفاءً لطيب فروعهم وأصولهم، ما أنار فجر ساطع وخوى نجم طالع. وبعد: فإن القرآن الكريم كتاب الله إلى الخلق لهدايتهم إلى الحق وإبعادهم عن طريق الضلال، ومن حكمة الله تعالى أن أنزل القرآن باللغة العربية التي هي أصلح اللغات لما امتازت به دون اللغات الأخرى من الخصائص﴿ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ﴾، ومن حكمة الله تعالى أن ينزل القرآن الكريم أول ما ينزل على أفصح الناس وأبلغهم الذين كانت البلاغة بضاعتهم والبيان باعهم وتحداهم الله أن يأتوا بمثل القرآن ومع ذلك يقفون حيال هذا الأمر مكتوفي الأيدي فقد بهرهم القرآن ببلاغته وأخرس ألسنتهم. ولأن القرآن الكريم يحمل الإسلام بين دفتيه فإن المسلمين نظروا إليه فوجدوا فيه الكتاب الجامع للعقيدة والتشريع والهداية والبيان والإعجاز اللغوي والبلاغي، فكان القرآن هو محط الدراسات الأول، فتناوله العلماء بالبحث والتنقيب مثل القرطبي والفخر الرازي والزمخشري، وفي عصرنا هذا برز علماء مفسرون استطاعوا الوقوف على أسرار بلاغية فيه ومن أشهرهم الزحيلي، وسأحاول في هذا البحث أن أتتبع المسائل البلاغية في السور المدنية التي تناولها الإمام الزحيلي في كتابه: التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج، مستعرضةً جهوده البلاغية في هذا الكتاب.

توثيق المرجعي (APA)

ابو العيش, فاطمة هاشم حسن (2014). الزحيلي وجهوده البلاغية في ضوء كتابه التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (السور المدنية). الجامعة الإسلامية - غزة. 16639