ملخص الدراسة:

الحمد لله الغني الحميد، المبدئ المعيد، ذي العرش المجيد، الفعّال لما يريد، أحاط بكل شيء علمًا وهو على كل شيء شهيد، أحمده سبحانه، وأشكره، وأسأله من فضله المزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله وخليله، أفضل داع إلى الإيمان والتوحيد، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا، وبعد. فإن القرآن الكريم حوى من البيان والبلاغة العجب العُجاب، أفحم الله به العرب الفصحاء، وأحار به عقول العلماء، وقفت أمام بلاغته وفصاحته الآذان صاغية، والعقول متحيرة، والنفوس منبهرة، حتى قال قائل الجن عندما سمعه: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا) الجن: ١، وقال قائل الإنس رغم كفره وقد أجرى الله الحق على لسانه: "والله إن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعْلى عليه". فلا شكَّ إذن أن القرآن معجز حق الإعجاز، وإعجاز القرآن ماثل في كثير من الوجوه أهمها نظمه، فقد تحدى الله عز وجل الجن والإنس أن يأتوا بمثله أو بمثل بعض منه فقال: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍظَهِيرًا) الإسراء: ٨٨، وقال: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْصَادِقِينَ ﴿٢٣﴾) البقرة: ٢٣. ومن هنا قام العلماء الأجِلَّاء بالتنقيب عن أسرار بلاغته، وأوضحوا لنا دلائل إعجازه، واعتبروا البلاغة مفتاح علومه، وطرَّزوا بالحديث عنه كتبهم ومصنفاتهم وتفاسيرهم. لذلك كان هذا البحث في بلاغة القرآن الكريم والذي أقف من خلاله على البلاغة القرآنية في تفسير العلامة ناصر الدين البيضاوي الذي يُعد تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل) من كتب التفسير التي اهتمت بإظهار النكات واللفتات البلاغية، رجوت من خلال هذا البحث الوقوف على البلاغة القرآنية والقبس من نورها الوضَّاء علَّ الله ينفعنا بما يعلمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

توثيق المرجعي (APA)

ابو عنزة, علاء جميل (2015). البيضاوي وجهوده البلاغية في ضوء تفسيره (أنوار التنزيل وأسرار التأويل). الجامعة الإسلامية - غزة. 16651