الحذف للتخفيف في الجملة القرآنية pdf
ملخص الدراسة:
الحمدُ لله رَبِّ العَالمينَ، حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، والصلاةُ والسلامُ على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، أما بعد. فإنَّ الله عزَّ وجل مَنَّ على هذه الأمة، وأنعم عليها بالقرآن، وتكفل مولانا تبارك وتعالى بحفظه، إلى أن يرث الله الأرض ومَنْ عليها، فقال عز وجل: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَه لَحَافِظُونَ﴾. والله عز وجل أنزل القرآن بلسانٍ عربي مبين - بلغة الضاد- قال تعالى: ﴿وَإِنَّه لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِه الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاه قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾. وخير من نطق بها كان محمداً -صلى الله عليه وسلم، وهي مازالت حية حتى يومنا هذا، ويرجع الفضل إلى القرآن الكريم الذي حافظ عليها. وتحدى مولانا - تبارك وتعالى- بها العرب قاطبةً، فعجزوا عن معارضته مع ما آتاهم الله – تعالى- من الفصاحة، والبلاغة، ومع حرصهم الشديد على إبطاله، ومع هذا كله عجزوا عن الإتيان بسورة من مثله، بل وتعدى الأمر أنْ تحدى مولانا به الإنسَ والجنَ، قال تعالى: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِه وَلَوْ كَانَ بَعْضُهمْ لِبَعْضٍ ظَهيراً﴾ ولن يستطيعوا أن يأتوا ولو بآية من مثله، ولمَّا ضعفت السليقة، كان لا بد من تقعيد القواعد لضبط اللسان العربي. والله عز وجل قيض لها علماءَ، في مختلف علوم العربية، وعلى رأسها؛ النحو والصرف والبلاغة وغيرها، فبذلوا وقتهم وجهدهم وأعمارهم، وكل ما يملكون في سبيل الحفاظ عليها. فرحم الله أئمتنا أبا الأسود الدؤلي وعلياً والخليل وسيبويه والكسائي وأبو عبيدة وعبد القاهرالجرجاني وغيرهم. فمنهم من جاب البوادي والصحاري، فجمعوا اللغة وحفظوها من الضياع، ومنهم من وضع الأصول الأولى، لعلوم اللغة والنحو والبلاغة والعروض وغيرها من العلوم. كل ذلك لأن اللغة العربية غاليةٌ وثمينةٌ، بل هي الجواهر، والدُّرَرُ النفيس، التي لا بد من المحافظة عليها بكل ما نملك، ولا نسمح لأحد المساس بها، أو التعدي عليها. ومع أن العرب عجزوا عن التحدي، فهي في نفس الوقت، لغة سهلة ومرنة وواضحة، لا لبس فيها ولا غموض، ومن أهم خصائصها أنها تعتمد على الخفة وعدم الثقل، وهذه الخفة ناتجة عن ظاهرة أصيلة في اللغة، ألا وهي "الحذف للتخفيف". فالحذف للتخفيف ظاهرة لغوية تشترك فيها اللغات الإنسانية جميعاً، ولكنها في اللغة العربية أكثر ثباتًا ووضوحًا؛ لأن العرب يميلون إلى الخفة، وينفرون مما هو ثقيل على لسانها، فكانوا يحذفون من كلامهم للخفة، وعدم الثقل، سواء كان الحذف جملةً أو كلمةً أو حرفاً. والمتأمل في الجملة القرآنية، يجد أنَّ لها نمطاً خاصاً في التركيب والنظم، بأسلوب فريد متميز، فقد يُذْكَرُ الحرف في كلمة في موطن (ما)، ويحذف هذا الحرف من نفس الكلمة في موطن آخر، وتذكر الكلمة في موطن (ما)، وتحذف في موطن آخر، مع اقتضاء ذكرها، وذكرها وحذفها ليس عشوائياً، وإنما لحكمة قد نعلمها، وقد لا نعلمها، أو قد نعلم جزءاً منها. وهذا ما نريد أن نبحثه في هذه الدراسة التي تتناول موضوعاً مهماً ألا وهو (الحذف للتخفيف في الجملة القرآنية). ولكن ينبغي أن نعلم، أن الحذف إذا نُسب للقرآن الكريم، فإننا لا ننسب الحذف إلى مضمون القرآن، بل ننسبه إلى تركيب اللغة، لتعطي جمالاً وخفةً وإعجازاً.
توثيق المرجعي (APA)
الاسمر, خليل اسماعيل عبد الرازق (2012). الحذف للتخفيف في الجملة القرآنية. الجامعة الإسلامية - غزة. 16833
خصائص الدراسة
-
المؤلف
الاسمر, خليل اسماعيل عبد الرازق
-
سنة النشر
2012
-
الناشر:
الجامعة الإسلامية - غزة
-
المصدر:
المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة
-
نوع المحتوى:
رسالة ماجستير
-
اللغة:
العربية
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
فلسطين
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf