ملخص الدراسة:

أحمدُ اللهَ الَّذي بدأ بالإحسان, وأحسن خلقَ الإنسان, واختصَّه بنطق اللِّسان وفضيلة البيــان، وجعل له منَ العقل الصَّحيح، والكلام الفصيح، منبئًا عن نفسه ومخبرًا عمَّا وراء شخصه. والسَّلامُ على مَنْ خُتمَتْ به الرِّسالاتُ, والَّذي رفعَ بماضي عزمِهِ قواعدَ الإيمان، وخفضَ بعاملِ الجزمِ كلمةَ البهتانِ، وارضَ اللهمَّ عن الصَّحابةِ الكرامِ الَّذينَ أُوتُوا الحكمةَ والبيانَ, وحفظوا السُّنةَ والقرآنَ, وجزاهم اللهُ عنَّا وعن لغةِ القرآن الَّتي حفظوها خيرَ الجزاء والإحسان. اللهمَّ انفعْنا بما علَّمتَنا وعلِّمْنا ما ينفعُنا وزدْنا علمًا, اللهمَّ إنَّا نسألُكَ علمًا نافعًا ورزقًا طيِّبًا وعملًا متقبَّا, آمينَ آمينَ لا أرضى بواحدةٍ حتى أُبْلِغَها ألفينِ آمينا, أمَّا بعد... فإنَّ اللُّغةَ هي اللِّسانُ النَّاطقُ لأيِّ فكر، وهي المرآةُ الحقيقيةُ لحضارة الأمم، وهي عمادُ الأمَّة، فلا أمَّةَ بلا لغة، والنَّحو عماد اللُّغة، فلا لغةَ بدون نحو أو صرف. وقد حظيتْ اللُّغةُ العربيَّةُ- الَّتي تعدُّ مصدرًا مهمًّا مِنْ مصادرِ الثَّقافة الإسلاميَّة- بالمنزلة العظيمة الَّتي تليق بها، ليس في قلوب أبنائها المتحدِّثين بها فحسب، ولكنَّها حظيتْ بهذه المنزلةِ عند كلِّ مَنْ له حسٌ جماليٌّ وذوقيٌّ رفيع مِنَ اللُّغويِّين على مستوى العالم الإسلاميِّ بأسره، لِمَ لا؟ وهي لغةُ الوحي، ولغة القرآن الكريم، ولغة السُّنَّة النَّبويَّة المشرَّفة. وأعتقد أنَّ العمل على إخراج القواعدِ النَّحويَّة والصَّرفيَّة مِنْ طور الحفظ والاستظهار إلى طور التَّطبيق العمليِّ المستمرِّ سيكون أحد مقومات إعادة اللُّغة العربيَّة بجميع فروعِها ومكوناتِها إلى سابق عهودِها الذهبيَّة , وهذا مِنْ شأنِه أنْ يُكسب المهتمِّينَ بهذا المجالِ خبرةً يستطيعون معها التَّغلبَ على العقبات الَّتي قد تواجهُهم في استخدامهم للُّغة العربيَّة على الوجه الأقرب إلى التَّوظيف الصَّحيح لقواعدِها، والَّذي يحقِّق نوعًا مِنَ الرِّضا.

توثيق المرجعي (APA)

القاضي, حيدر احمد ابراهيم (2012). الظواهر التركيبية البارزة في ديوان الأصمعيات. الجامعة الإسلامية - غزة. 16845