ملخص الدراسة:

إن الحمد لله، وحده لا شريك له، وليُّ الصابرين، وناصر المستضعفين، أحمده، وأستعينه، وأستهديه، أسأله بقدرته، وعظمته أن يحفظنا، وسائر المسلمين من الشرور، والذنوب، وأشهد أن لا إله إلا هو، علم الإنسان ما لم يعلم، وهداه إلى ما كان يجهل، وأن محمداً عبده ورسوله، وصفيّه وخليله صلى الله عليه وسلم ما هبّت النسائم، وناحت على الأيكِ الحمائم، أما بعد. إن كتاب الله أشرفُ ما صُرِفت إليه الهمم، وأعظمُ ما جال فيه فكرٌ، ومُدَّ به قلم؛ لأنه منبع كل علم وحكمة، ومَرْتع كلِّ هَدْي ورحمة، هذا القرآن الذي شاءت إرادة الله سبحانه أن يُنزّل بلسان عربي مبين، وبتلك اللغة التي في إفرادها، وتراكيبها من الحكم والأسرار ما لا يوجد في أيِّ لغة، قد أودع الله في ألفاظه من ضروب الفصاحة، وأجناس البلاغة، وفنون البيان، وغوامض اللسان، وبهجة الرونق وطلاوة المنطق ما أذهل عقول العقلاء، وأخرس ألسنة الفصحاء البلغاء. ولقد جمع القرآن العرب بعد تناحر وتمزق، فألّف قلوبهم، وطهر دخيلة نفوسهم، وجمع شتات معتقداتهم على مائدته، فتلاقت أرواحهم محلقة في محرابه، واستقامت حياتهم اهتداءً بنور تشريعاته ثم انطلقوا في أصقاع الدنيا دعاة خير وهداية، فاتحين ظافرين سادوا العالم، ونشروا دينهم، وعلمهم وحضارتهم. ولقد أدرك المسلمون الأوائل عِظَمَ شأن القرآن الكريم فاهتموا به اهتماماً كبيراً، وقام العلماء عبر العصور على إحاطته بكل أسباب الرعاية، والعناية، وحرصوا على تدارسه ونقله بالسند الصحيح المتواتر، ونبغ قُرَّاء كثيرون، واشتهر منهم الأئمة السبعة "ابن عامر، وابن كثير، وعاصم، وأبو عمرو بن العلاء، وحمزة، ونافع، والكسائي، واشتهرت القراءات العشر وأئمتها "أبو جعفر المدني، ويعقوب البصري، وخلف العاشر". والقراءات القرآنية والأحرف السبعة ليست اختلافاً في القرآن الكريم، فالقرآن لم يتبدل ولن يتغير، كما لا يقصد بها الأئمة السبعة الذين قرأوا بها، إنما يراد بها كثرة الحروف واللهجات التي نزل بها تسهيلاً على العرب. وتتناول هذه الدراسة القراءات القرآنية للاسم بين الرفع والنصب، وبين النصب والخفض، وبين الرفع والخفض، وكذلك قراءات الاسم المعطوف، وذلك في ضوء القراءات العشر المتواترة، وستعرض آراء النحاة والمفسرين وتوجيهاتهم لكل قراءة.

توثيق المرجعي (APA)

رضوان, سماح اسعد محمد (2010). قراءات الاسم في القرآن الكريم (دراسة نحوية). الجامعة الإسلامية - غزة. 17050