ملخص الدراسة:

يهدف البحث الحالي إلى: التعرف على ما هية إدارة التکاليف على أساس النشاط في قطاع التعليم الجامعي، والتعرف على خبرة جامعتي: ولاية واشنطن، وسات إدوارد في مجال إدارة التکاليف على أساس النشاط، وتحديد أوجه التشابه والاختلاف بين الجامعتين، والتوصل إلى مراحل تطبيق مدخل إدارة التکاليف على أساس النشاط في جامعة بنها وعوامل نجاحه. ولقد استخدم البحث الحالي المنهج المقارن، وتم إجراء عدة مقابلات مفتوحة مع عينة بلغ حجمها (30) فردًا من رؤساء إدارة الحسابات، وإدارة الموازنة، في جامعة بنها وکلياتها. وتوصل هذا البحث في نتائجه إلىأن من أهم التحديات الداخلية التي تواجهها الجامعات بصفة عامة في کيفية إدارة الجامعات لمنظومتها بکفاءة وفعالية، خاصة الإدارة الفعالة لمواردها المالية المتاحة لديها في ظل التوجه إلى تقليص الاعتمادات المالية الحکومية والزيادة المستمرة في النفقات الجامعية وتزايد أعداد الطلاب الملتحقين في مختلف مؤسسات التعليم الجامعي، وتنوع الخدمات الجامعية التي يحصل عليها الطلاب. وإن من أهم مشکلات نظم الإدارة المالية التقليدية مرکزية إدارة الموازنات، وإن طريقة الإدارة هذه لا تکشف عن الأنشطة المؤسسية التي تقوم بها المؤسسة الجامعية وتکاليفها الفعلية، کما لا توفر المعلومات التي يمکن الاستفادة منها في اتخاذ القرارات الإستراتيجية المتعلقة بتحديد الموارد المالية المستخدمة فعليًّا، والأخرى المطلوبة لعدة سنوات مالية مقبلة، وأي مکونات المنظومة المؤسسية في احتياج أکثر للموارد المالية، وأيها في احتياج أقل، ونوعية برامج التطوير المطلوبة وتکاليفها. کما توصل البحث في نتائجه إلى أن مدخل إدارة التکاليف على أساس النشاط Activity-Based Cost Management کأحد مداخل المحاسبة الإدارية يتميز بالعديد من السمات التي تجعله أفضل من النظم التقليدية في إدارة الموازنات في الجامعات، فهذا المدخل يقوم على تحديد مجموعة الأنشطة المؤسسية في البداية، ثم يخصص لها التکاليف اللازمة لتنفيذها، ثم توفير الموارد المالية المطلوبة لذلک؛ أي أنه يوضح مسببات التکلفة، وأغراضها، وهو بذلک عکس النظم التقليدية في إدارة الموارد المالية. وإن هذا المدخل يُمَکَّنُ المؤسسة الجامعية من إدارة التکلفة الإستراتيجية، ومن تحديد التکاليف غير المباشرة والتي تعد الجزء الأکبر من المصروفات الجامعية من خلال توضيح محرکات هذه التکاليف والأنشطة المستهلکة لها؛ وبالتالي محاولة تقليصها أو تحميل تکاليفها على أنشطة أخرى مرتبطة بها، ويسمح هذا بإعادة هيکلة الأنشطة المؤسسية؛ وبالتالي تقليل النفقات الجامعية، وتوفير الموارد المؤسسية لتحقيق ميزات تنافسية، بالإضافة إلى ذلک توصل هذا البحث إلى مراحل تطبيق مدخل إدارة التکاليف على أساس النشاط في جامعة بنها، وإلى مجموعة من عوامل النجاح التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند تطبيق هذا المدخل.