ملخص الدراسة:

الخلاصة:تعدّ الحكمة من أبرز وأروع عناصر الإبداع الشعري لدى المتنبي؛إذ يتجلى هذا الإبداع في تّلون معالم الصياغة للصورة الفنية في حكمه‘الأمر الذي دفع المعري إلى نعته بالحكيم،فقد تناول البحث حصيلة اقتران اللفظ بالمعنى في النص الحكمي بجانبيه الفني والموضوعي ،وعلى الرغم من أن المتنبي لم يحيد عن سابقيه في استمداد بنائه الصوري من طبيعة مجتمعه الخلابة والحافلة بأفانين الصور إلاّ انه تفرّد عن غيره بسمة الجرأة في الخيال التصويري فخلّف الحقيقة وراءه دون الاعتماد عليها كثيراً؛ لأنه اتكأ على الفكر الذي وسعت الثقافة آفاقه وهذبت الحضارة حواشيه، من هنا فقد شكلت الحياة وتنوّعتها فضلاً عن الموت وما يربط به العمود الفقري لمعالم الصورة الفنية في حكم المتنبي ،فكان المتنبي شاعراً واقعياً حينما تحدّث عمّا حوله؛ فحافظ في بناء صوره ومعانيه على قوة الاتصال بالعناصر التي كانت قريبة منه فتوزّعت على مدارك حواسه المختلفة واكتسبت سماتها منها كما أنه لم يدعها جامدة تملها النفس ويعافها الوجدان بل أشاع فيها الحركة والنشاط فماجت بالحيوية مستعيناً بوسائل البيان المختلفة كالتشبيه والتمثيل والاستعارة وغيرها.