ملخص الدراسة:

تمحورت هذه الدراسة العلمية حول شخصية معمر بن راشد الأزدي البصري وأهميتها ، واكدت انه شخصية عراقية الأصل، نشأ في مدينة البصرة وزاولَ العمل التجاري فيها، ثم انصرف الى طلب العلم والتفرغ له، مستغلاً تنقله من البصرة خلال عمله التجاري، وبدء طلبه للعلم بعد وفاة الحسن البصري عام 110هـ، فالتقى مؤسس المدرسة التاريخية في المدينة المنورة وبلاد الشام محمد بن شهاب الزُهري مرتين: الأولى في المدينة المنورة، والثانية في مدينة الرصافة ببلاد الشام، وكان للرحلتين العلميتين أثرهما في بناء شخصية معمر علمياً وفكرياً، فضلاً عن تتلمذه في بداية حياته العلمية في مدينة البصرة على يدي قتادة السدوسي وأيوب السختياني.تُعَد رحلة معمر إلى مدينة صنعاء في اليمن ذات أهمية كبيرة في مواصلته طلب العلم، خصوصاً بعد أن نصحه أيوب السختياني بالتوجه إلى صنعاء ؛ للدراسة على يدي عبدالله بن طاووس بن كيسان، فكان من أوائل المُحّدثين الذين رحلوا من الأمصار العربية - الإسلامية إلى اليمن، وكان أول من ألف في علم الحديث في اليمن. أصبح معمر شخصية معروفة قصده طلاب العلم من مختلف الأماكن الإسلامية، وكان حلقة الوصل بين مدرسة المدينة المنورة وبلاد الشام من جهة، ومدرسة العراق التاريخية من جهة أخرى، ثم أصبح ممثل ( سفير ) العراق في مدرسة اليمن التاريخية، فترك عدة مؤلفات، واستمر عطاؤه في طلب العلم وتعليمه حتى وفاته عام 153هـ.