ملخص الدراسة:

المقدمة:يعتبر سبينوزا فيلسوف عقلي استخدم العقل وسيلة للمعرفة ووسيلته على ضربين المعرفة الاستدلالية لكنها تتصف بالنقص لأنها تقوم على العلة وعلى ربط اسبينوزا هنا العلة بالمعلول ثم المعرفة الحدسية المباشرة وتتجه إلى الماهية فهي كاملة لأنها تعتمد على الحدس العقلي المباشر . وقد اختلفت الآراء في تقويم فلسفة سبينوزا اختلافاً وصل بالمختلفين إلى حد التناقض فقد اعتبره البعض مثلاً للملحدين لقوله بوحدة الوجود ونقد للكتب المقدسة خاصة العهد القديم ، كما ألغى الحرية الإنسانية متمثلة في إرادة الإنسان المكبلة بينما اعتبر الآخر أعظم العقول في العصر الحديثة وإذا نظرنا إلى فلسفة سبينوزا نفسها نجده يعطى منذ البداية أن هدفه من فلسفته هو الكشف عن حياة الإنسان السعيد وأراد أن يصل إلى مثل هذه الحياة السعيدة عن طريق الحب الفعلي لله هذا الحب القائم على فهم الطبيعة الإنسانية والكون والسعادة وكانت المعرفة لديه تعتمد على تحرير الفهم من أفكار الإدراكات الحسية الغامضة المضطربة . أما نظريته السياسية والاجتماعية فهي تستند إلى فلسفته العامة . فهو يرى أنه ينبغي دراسة المشكلات السياسية والاجتماعية دراسة علمية بعيداً عن الأخلاقية والدينية . فإذا أردنا أن نقوم مجتمعنا على أسس صحيحة فانه ينبغي أولاً أن نفهم الناس من حيث أنهم كائنات عضوية فلا نرسي سياستنا على مفاهيم مثالية عن الطبيعة البشرية ولا على قواعد أخلاقية لا تعبر إلا عن أذواقنا الذاتية . وانفعالاتنا السلبية فالإنسان عند سبينوزا هو حال متناه من أحوال الله أو الطبيعة. وبناء عليه ينبغي أن يكون هدف الدولة الأساسي توفير الأسباب لكي يمارس الناس التفكير الواضح والمتمايز . فجاء البحث مقسماً الى ثلاث فصول احتوى المبحث الاول على حياة الفيلسوف ومؤلفاته، اما المبحث الثاني تناول فلسفته النظرية وهي كل من المعرفة وأنواعها والجوهر والإنسان ، اما المبحث الثالث فقد تضمن الفلسفة العملية وهي كل من الدين والأخلاق ، أما المبحث الرابع أحتوى على أرائه السياسية وهي 1- حالة الطبيعة 2- العقل الاجتماعي 3- النظام الديمقراطي ، أما المبحث الخامس أحتوى على إرادة الإنسان بين الحرية والجبر