ملخص الدراسة:

الخلاصة: يزخر التراث العلمي العربي بالكثير من الشواهد التاريخية التي سلطت الضوء على التطور التاريخي للعلوم عند العرب، والدليل على ذلك ما قام به الأصمعي (123-216هـ) من دور بارز ومشرفٌ في هذا المجال، كونه يُعد علماً من علماء اللغة العربية، فضلاً عن إسهاماته في البحث والتأليف في العلوم الصرفة، لاسيما علوم الحياة: (تلك التي تشمل علوم الإنسان والحيوان والنبات) ذاكراً كل ما يتعلق بها من علوم ومعارف، سواء أكان من خلال الشرح أو التوصيف، إذ تميزت شروحاته بالدقة من بين رواد عصره. إنَ ما تحتويه مؤلفات الأصمعي من مادة علمية تمثل حالة متقدمة إذا ما قورنت بالعلم الحديث؛ لأن فيها الكثير والقريب من الصحة، على الرغم من عدم توفر متطلبات البحث العلمي آنذاك، إذ تُعد انجازاته العلمية مفخرة للعلماء العرب والمسلمين، ويظهر ذلك جليا في القدرات العلمية التي يمتلكها الأصمعي في أكثر من فرع من فروع العلوم.إننا في حقيقة الأمر نشعر بحاجة ملحة لإحياء العقلية التي يمتلكها الأصمعي، وغيره من العلماء العرب الذين وضعوا الأسس العلمية للكثير من العلوم والتي بفضلها وصل العلماء الغربيون إلى مستوى متقدم من الانجازات العلمية كما نشهده اليوم.