ملخص الدراسة:

مقدمة أولى علماء العربية موضوع الاستعارة عناية فائقة في مؤلفاتهم؛ لما لها من أهمية كبرى في فهم النصوص واستجلاء مواطن الجمال في الخطاب الأدبي عامة(1) والخطاب القرآني بخاصة(2) ،فهي عند الجاحظ (ت255هـ ): " تسمية الشيء باسم غيره إذا قام مقامه " (3). وعرّفها الرماني (ت 386 هـ) قائلا : "تعليق العبارة على غير ما وضعت له في أصل اللغة على جهة النقل للإبانة"(4) . وعرّفها أبو هلال العسكري (ت395هـ ) "الاستعارة نقل العبارة عن موضع استعمالها في أصل اللغة إلى غيره لغرض" (5).وقسمت الاستعارة عند القدامى من جهة حذف احد طرفي الاستعارة على تصريحية وهي " ما صرح فيها بلفظ المشبه به دون المشبه "(6) ومكنية وهي " ماحذف فيها المشبه به ورمز له بشيء من لوازمه "(7)، اما من جهة جمود لفظ الاستعارة واشتقاقه فتقسم على قسمين : أصلية وهي " ما كان اللفظ المستعار الذي جرت فيه اسم جنس غير مشتق "(8) وتبعية وهي" ما كان اللفظ المستعار ، او اللفظ الذي جرت فيه الاستعارة اسماً مشتقاً أو فعلاً أو حرفاً " (9)أما من جهة الملائمة بحسب جامع الاستعارة ومناسبته للمستعار له والمستعار منه فتقسم على ثلاثة أقسام : مجردة ومرشحة ومطلقة ، فالمجردة هي التي تلائم المشبه ( المستعار له ) بصفاتها (10) وبعكسها الاستعارة المرشحة التي تلائم المشبه به بصفاتها (11)، أَما المطلقة فهي " التي خلت من الصفات التي تلائم المشبه والمشبه به او ذكرت فيها صفات تناسبهما معاً "أما الاستعارة من جهة الإفراد والتركيب فتقسم على قسمين : مفردة "(12) ومركبة (13).لعل هذه العناية التي أولاها علماء العربية بالاستعارة وتقسيماتها وتفرعاتها كانت السبب الرئيس في حث السيد الفقيه احمد زيني دحلان( رحمه الله ) صاحب المؤلفات الكبيرة إلى وضع رسالة في ( الاستعارة والمجاز المرسل ) التي كان يرجو من خلالها التسهيل والاختصار على طلبة العلم .وقد اعتمد الباحث على أشهر المصادر والمراجع البلاغية والنقدية وكتب التراجم في تحقيق المخطوط وترجمة المؤلف .هذا وقد اقتضى العمل أن يقسم على مبحثين ،فكان المبحثُ الأول الذي اختص بالدراسة بعنوان (حياة المؤلف ومؤلفاته ) وتم التطرق فيه إلى نسب المؤلف وولادته ومؤلفاته ثم ذكر الباحثُ وصفاً للمخطوط والمنهج المتبع في تحقيقه ، أما المبحث الثاني فهو ( النص المحقق ) وكان الباحثُ ملتزماً بقواعد التحقيقِ من أجل الخروج بهذا المخطوط كما وضعه صاحبه أو أقرب ما يكون الى ذلك ثم جاءت الخاتمة التي سجل فيها أهم النتائج التي توصل إليها الباحث في تحقيقه للنص.