ملخص الدراسة:

تَهَيّأ لِعددٍ من المُحققين أنْ يُقدِّموا تجاربهم ومعاناتهم في هذا المعترك ، سواء في المقدمات التي دَبَّجوها ، أم في حواشي أعمالهم تلك ، وقد صدروا عن قابلياتٍ مختلفةٍ ، ودرجاتٍ علميةٍ متباينةٍ ، وكان لهذا أثره البارز في الاختلاف الحاصل في مناهج التحقيق عندهم ، فَهُمْ بين مَن تأثر بالمستشرقين ، وبين مَن آثر الرجوع إلى كتب القدماء ، ومنهم مَن رأى أنْ يصدر عن عدد من المحققين العرب ، كعبد السلام هارون ، وفضّل آخرون أن يدلوا بتجاربهم الشخصية ، وإن اتفقوا جميعاً على تقديم النص صحيحاً مطابقاً للأصول العلمية وضبطه وتوثيقه ، متخذين عدداً من الأسس المعرفية والإجرائية التي توافروا عليها .لقد كانت المناهجُ التي تركها هؤلاء المحققون – مِن الروّاد ومَنْ تلاهم – متباينةً ، بين الإطالة في التعليقات أو اختصارها أو انعدامها أصلاً ، أو الإبقاء على خطأ المصنِّف بدافع الأمانة العلمية ، أو تصحيحه ، لأنه بَشَرٌ مثلنا ، وقُل مثل ذلك عن باقي الأمور التي تخصّ الجوانب المهمة في التحقيق ، بل إنَّ عدداً من المحققين كانتْ لهم مناهجُ متعددة في كل عمل يَقْدِمُونَ عليه ، ولعلّ قيمةَ ذاكَ العمل وحجمه لهما أثر في هذا التعدد .وقد رأيتُ أنْ أعرضَ لعددٍ من القضايا التي خصَّها المحققون بالدراسة ، وأدلى كلٌّ منهم بدلوه قي دلاء التحقيق ، وهي مختصَّة بمكمِّلات (متمَّمات ) التحقيق .