ملخص الدراسة:

1. أنَّ الرضيَّ الإستراباذيَّ قد عنى عناية كبيرة بذكر آراء الكوفيين في شرحه على الكافية، ولم يكتفِ بعرضِ آرائِهم، فقد كان يحلل ويناقشُ، ويقابلهُ مع الرأي البصري، فيأخذ به حيناً وكثيراً ما يفضّلُ عليه الرأي البصري .2. نسبَ الرضيُّ بعضَ الآراء إلى الكوفيين ، وفي مصنّفاتهم ما يخالف ما نسبه الرضيُّ إليهم ، وهذا يعدُّ مؤشراً على أنَّ الرضيَّ لم يكن دائم الاعتماد في نقل آراء الكوفيين على مصنّفاتهم ، فقد اعتمد في بعضها على ما نقلَهُ النحويون قبله .3. أنَّ اعتماد الرضيّ على النحويين المتقدّمين في نقل آراء الكوفيين يفوّت علينا فرصة الحصول على النحو الكوفي من مرحلةٍ بعيدة عن التعصّب ؛ لأن بَعْد الرضيّ عن مرحلة التعصب لا ينفعنا في شيء إذا كان الرضيُّ ينقل آراء الكوفيين عن نحويين في مرحلة عرفت بالتعصب . 4. يظهر في بعض المسائل اعتمادُ الكوفيين على كتاب سيبويه في تقعيد القواعد النحوية ، وإن لم يصرّحوا بمرجعيّتهم النحوية هذه كما هو المشهور عند إخوانهم البصريين . 5. بعض الآراء التي نُسب إلى الكوفيين أنّهم خالفوا فيها إخوانهم البصريين يمكن قراءتها بقراءة أخرى تنسجم مع قواعد الكوفيين يظهرُ من خلالها توافقهم في هذه المسائل مع البصريين ، منها (إعراب الاسم المرفوع بعد الظرف والجار والمجرور) .