ملخص الدراسة:

إن طبيعة المياه، لاسيما البحار والأنهار شكلت عقبة كبيرة بداية صدر الإسلام والخلافة الراشدة بسبب عدم تعايش المجتمع العربي في موطن الرسالة معها آنذاك، وعلى الرغم من تميز العقلية العربية بالشجاعة، فإن عامل الخوف من المياه كان سائداً، إذ لم يأمر الرسول () والخليفتان أبو بكر وعمر () بركوب البحر، أما عهد الخليفة عثمان )) فقد اشترط اصطحاب عوائل القادة وعدم إكراه الجند إلا تطوعاً، فالإحجام عن العبور قد تبدو له أسباب منها تعرض المسلمين للهلاك وهم ليسوا بأهل خبرة، الأمر الذي عاقب عليه عمر () لعدم امتثال القواد عن عبور البحار، فضلاً عن كون الماء يمثل فناء الحياة في قلته، وهلاك الناس في كثرته.