ملخص الدراسة:

يعد الري أحد اهم المواد المائية الذي تعتمد عليه حياة الافراد ونشاطاتهم الأقتصادية، اذ يشكل المورد المائي الثاني بعد الامطار التي تحتل المصدر الاساس. ويشكل وجوده عاملاً فاعلاً ورئيساً في المناطق التي تقع في النطاق الصحراوي أو التي لا تتمتع بالسقوط المطري الكافي للزراعة التي تشكل المرتكز الرئيس للاقتصاد، كذلك يمثل عنصراً هاماً واساسياً في المناطق التي تقع على ضفاف الأنهار أو بالقرب منها، اذ يمثل وجود الانهار التي تقوم عليها عمليات الأرواء مصدراً مائياً رئيساً ثابتاً يؤمن توفر المصدر المائي الذي تحتاجه الزراعة. وقد كان لتقنيات الري دور كبير واهمية قصوى منذ فترات عصور ما قبل التاريخ وبشكل خاص في منطقة الشرق الأدنى التي تعد حيوية هامة ومميزة، اذ تعد مهد الحضارات القديمة التي أنبثقت منها المنجزات الحضارية والفكرية الى الشعوب والمناطق المجاورة ومنها الى مناطق العالم القديم. ويعود نشوء وتطور تقنيات الري في المنطقة الى فترات زمنية قديمة تعود لفترات عصور ما قبل التاريخ التي شهدت البدايات الأولى والمنطلقات والمرتكزات الأساسية للعناصر الحضارية التي أنبثقت وترسخت لبناتها وامتدادها الى العصور التاريخية اللاحقة. اذ تميزت المنطقة ومنها العراق بوجه خاص محور البحث بتطور وازدهار اقتصادها وبشكل خاص الزراعة فيها لأسباب وعوامل عدة وفي مقدمتها العوامل البيئية، المناخية، الجغرافية والطوبوغرافية التي تمتعت بها المنطقة، كذلك تعدد وتنوع المصادر المائية فيها وفي مقدمتها الانهار التي من خلالها تم انشاء وتطور تقنيات الري وحفر وشق القنوات المائية الخاصة بها والتي أمنت حصول مصدر غذائي دائم وثابت.