ملخص الدراسة:

تعد حكايات ألف ليلة وليلة من القنوات المهمة التي زودت الأوربيين بالكثير من المعلومات عن الشرق وحياة شعوبه وتقاليدهم الاجتماعية. وعلى الرغم من ان ألف ليلة وليلة تزخر بالكثير من الصور المشرفة للمرأة الشرقية، إلا أنهم تعمدوا الإساءة إليها وتشويه صورتها المشرقة من خلال تركيزها على الجوانب السلبية وإهمالهم عن عمد ما هو مشرق وإيجابي في شخصيتها. فقد ركزوا في تراجمهم لحكايات ألف ليلة وليلة على كل الصفات السلبية للمرأة الشرقية منها الخيانة، الشذوذ الجنسي، السحر والشعوذة، المكر والخديعة، وكل سمات الانحلال الخلقي. إن الهدف من ذلك هو الإساءة إلى المرأة الشرقية وعلى الأخص المرأة العربية وهم بهذا يتماشون مع الذوق العام في عصرهم.إلا أن ما قدمته ألف ليلة وليلة من صور رائعة للمرأة يفند ما ركز عليه أولئك المترجمون. إذ أن الحكايات قد صورة المرأة الشرقية تصويرا رائعا بالعديد من الصور الجميلة التي تليق بمكانتها ودورها في المجتمع. لقد قدمت الحكايات المرأة الشرقية كنابغة في كل العلوم والمعارف وتتفوق على الرجل حين تنافسه. وكذلك صورت لنا الحكايات المرأة العالمة، المحاربة الشجاعة، المخلصة التقية الورعة وغيرها من الصفات الحميدة. وحتى عندما تكون المرأة ماكرة، فهي تستخدم المكر والحيلة من اجل تحقيق أهدافها.إن الهدف الذي تتوخاه ألف ليلة وليلة من تقديم هذه الصور المتنوعة للمرأة هو النقد اللاذع للسلطة أمثال الولاة والقضاة وغيرهم ممن أداروا ظهورهم لهموم العامة ومشاكلهم من اجل تحقيق مصالحهم الخاصة.