ملخص الدراسة:

تعّد الأحداث الصدمية من الأسباب الرئيسية المؤدية للاصابه باضطراب ما بعد الصدمة النفسية(P T S D)، مثل المواقف الخطرة التي تقع خارج نطاق الخبرة الإنسانية الاعتيادية. وتنتج هذه الأحداث الصدمية ردود فعل عنيفة لدى أي شخص تقريباً، ويحتاج الشخص المتعرض لها، جهوداً كبيرة ومدة طويلة لإعادة التكيف، فالصدمات، أو الأحداث الصدمية تتناول العنف بين الأفراد، والاعتداء الجنسي أو تهديد الحياة، والإصابة الجسدية، والخسارة النفسية البليغة مواجهة الأفراد، والجماعات بمطالب اكبر من طاقاتهم، تجعلهم يعانون من الاضطراب ويصعب عليهم التكيف. أما مفهوم الضبط الذاتي فقد فسره منظروا التعلم الاجتماعي بأن لدى الإنسان استعداداً فطريا للتفكير المنطقي بالقدرة على الضبط الذاتي، إذ يسهم الوعي في التحكم بالسلوك والتحدث الى ألذات والتعزيز، التي تعّد احد العوامل الأساسية المؤثرة في السلوك بدءا من إعادة تنظيم المجال الادراكي، بتنظيم الأفكار المرتبطة بالعلاقات بين الأحداث والمؤثرات البيئية المختلفة، أي التمثيل المعرفي لنتائج السلوك التي بدورها تعّد من مظاهر الصحة النفسية التي تنطلق من تحكم الشخص بذاته من مواجهة الشروط المحيطة به والتي تمثل بقدرته على اتخاذ قراراته، وما تعتمد عليه القرارات من اعتماد الشخص على معرفته وحرية ومقاومة عواطفه، ومدى قدرته على تنفيذ هذه القرارات وتغير سلوكه.وقد هدف البحث الى تعّرف العلاقة بين اضطراب ما بعد الضغوط الصدميه وعلاقته بالضبط الذاتي لدى طلبة جامعة بغداد وقد تكونت عينة البحث من (200) طالب وطالبة بواقع (110) طالب من الذكور و(90) طالبة من الإناث.تم استخدام مقياس الكبيسي (1998) لقياس اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية ومقياس الخفاجي لقياس الضبط الذاتي (2001)، وقد جاء البحث بالنتائج آلاتية:-1.بلغت نسبة ممن يعانون من اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية (85.1%) اضطراباً بسيطاً، و(14.9%) اضطراباً متوسطاً، إما فيما يتعلق بمدة الإصابة فقد بلغت نسبة (58%) ممن يعانون من اضطراب حاد و(11.3%) مزمن، و(6.7%) متأخر.2.بلغت نسبة (11.8%) من الطلبة ممن يتمتعون بالضبط الذاتي، في حين بلغت نسبة (88.2%) ممن يتمتعون بضبط الذاتي. 3.وجود علاقة ارتباطية سلبية عكسية بين اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية والضبط الذاتي إذ بلغ معامل الارتباط بين المتغيرين (-0.850) وهو بدلالة إحصائية عند مستوى (0.01) ودرجة حرية (193) لكن بالاتجاه السلبي. وقد خرج البحث بعدد من التوصيات والمقترحات منها فتح دورات لتدريب الطلبة على إستراتجيات علاج اضطراب ما بعد الضغوط الصدمية كالعلاج السلوكي الاجتماعي والعلاج السلوكي المعرفي وتنمية الضبط الذاتي لدى الطلبة الذين يعانون من انخفاض في الضبط الذاتي لديهم باتخاذ الإجراءات اللازمة لجعلهم أكثر فاعليه من مواجهة مواقف الحياة المتغيرة والتغلب على عقباتها، وتم اقتراح القيام بدراسة لكل نوع من أنواع الحوادث الصدمة المسببة للاضطراب لإيجاد الفروق من الإعراض الرئيسية والاضطرابات المصاحبة لهٌ لتسهيل المتابعة والعلاج.