ملخص الدراسة:

الهدف من الدراسة هو المقارنة في مستوى تقبل الذات لدى المصابين بالاعاقة المفاجئة( معوقي الحرب من المصابين بالشلل الرباعي والشلل النصفي) تبعا لفترة الزمنية. وامتدت الدراسة على مدى (15) سنة شملت عينة من كلا النوعين من الاصابة بالاعاقة المفاجئة( 14 من المصابين بالشلل الرباعي و20 من المصابين بالشل النصفي). بهدف التعارف على مدى التطور والتحسن في مستوى تقبل الذات لديهم, وذلك باستخدام اداة من اعداد الباحث لقياس تقبل الذات. والنتائج اشارت الى عدم حصول تحسن معنوي لدى المصابين بالشلل الرباعي في تقبلهم لذاتهم وكان مستوى هذا التقبل دون المتوسط وبالنسبة للمصابين بالشلل النصفي فأن تحسنا طرأ لتقبل ذاتهم من تقويمهم السلبي لخصائصهم الى التقويم الايجابي المقبول. مّر العراق بالعديد من التجارب الحربية التي أدت الى العديد من المشكلات سواء على الصعيد الاقتصادي او السياسي او الاجتماعي او النفسي لعموم الوطن او لابنائه او الذين شاركوا في هذه الحروب والمعارك. قسم من هذه المشكلات حادة في نتائجها ولعل من بين المشكلات هي مشكلة معوقي الحرب.يعتبر الاهتمام بالجوانب النفسية لذوي الاعاقة المفاجئة مثل معوقي الحرب من المسائل المهمة نظراً لما تتركه الاصابة المفاجئة بالعوق من اثار نفسية سلبية على نفسية المصاب نتيجة الخبرة المؤلمة التي مر بها والتي نجمت عن حدث الاصابة وآلامها وفقدان العديد من القدرات البدنية او تعطيلها جزئياً.ان التعرف على الاثار السلبية على نفسية المصابين بالاعاقة المفاجئة ومحاولة معالجتها او التخفيف عنها. تعتبر عملية مهمة في اعادة تأهيلهم نفسياً واجتماعياً ومهنياً لان طبيعة الحدث والاصابة بالعوق تعتمد اثارها اضافة عن درجة العوق ، على التكامل في شخصية الفرد المصاب، في جوانبها النفسية والجسمية والاجتماعية قبل الاصابة المفاجئة بالعوق . وهذا يتطلب التعرف على مدى استعداد الفرد المصاب بالاعاقة المفاجئة لان يكيف نفسه وحسب الحدود التي ترسمها الاعاقة وكذلك على مدى استعداده في ان يعدل من الاتجاهات التي كونها عن نفسه بعد الاصابة والناتجة عن المقارنة الذاتية بين ما كان عليه قبل الاصابة وما اصبح عليه.ان عملية تقبل المصاب بالاعاقة المفاجئة لذاته تسهم في امكانية تحديد الاطر المناسبة للتعرف عل متغيرات اخرى في شخصية المصاب بالاعاقة المفاجئة مثل صحته النفسية ، العلاقات مع الاخرين وتقبلهم، علاقاته مع الاسرة ، طبيعة الادوار الاجتماعية والمهنية التي ستؤول اليه بعد الاصابة كون الاصابة بالاعاقة المفاجئة هي اعاقة الادوار الاجتماعية والمهنية السابقة للاصابة .تكمن اهمية البحث في السعي الى التعرف على درجة تقبل المصاب بالاعاقة المفاجئة لذاته فضلا عن التعرف على مدى التغيير في هذا التقبل لذاته ولفترات زمنية طويلة نسبياً في حياة المصاب تمتد لـ (15) سنة .وتكمن الاهمية ايضا في كونه يتناول شريحة من معوقي الحروب لهم حقوق انسانية ووطنية على المجتمع وعلى الباحثين اسهاما في رد الجميل لهم.وكذلك الاهمية تبرز في انه يتناول شريحة من المعاقين باصابات شديدة جدا مثل الشلل الرباعي والشلل النصفي.