ملخص الدراسة:

تنطبق الاعتبارات الأخلاقية و القانونية على أي بحث أو باحث في جميع المجالات و الميادين إلا إنها قد تكون أكثر أهمية في العلوم النفسية و السلوكية , كونها تتعامل مع الإنسان بشكل مباشر و معظم عينات البحث هو من البشر أنفسهم لذلك أكدت جمعية البحوث التربوية الأمريكية( EARA,1991 ) أهمية التزام الباحثين بالمعايير الأخلاقية و القانونية بغية الحفاظ على سلامة البحث و مجتمعه و كل من له علاقات مهنية معه و أفراد عينات البحث و يحافظ على خصوصيتهم و يحترم شخصياتهم و اقترحت هذه الجمعية اعتبارات و معايير أخلاقية لابد من الالتزام بها .وتتزايد أهمية هذه المشكلة وتتشعب جوانبها في العلوم النفسية والاجتماعية بوجه خاص حيث تتزايد نقاط التفاعل بين الباحث وأفراد المجتمع بمختلف طوائفهم وخصالهم مع مراعاة إن العلوم الاجتماعية و النفسية لم ترسخ قيمتها ومدي علميتها في العقل العام بعد وأي انحراف عن الأخلاقيات السليمة من شانه أن يضعف من مصداقيتها ويقلل من قيمتها أمام الرأي العام ومع الأسف الشديد هناك من جوانب القصور في أخلاقيات البحث العلمي الاجتماعي ما يصعب حصره مثل تفشي السرقات العلمية بين الباحثين و إضاعة الموارد المخصصة للبحث في بحوث لا طائل من ورائها إلى نقص المعرفة المتعمقة بأصول التعامل الأخلاقي مع المبحوثين إلى تزييف نتائج استطلاعات الرأي العام كل هذه آفات شائعة وغيرها كثير وتحتاج إلى وقفة بل وقفات.إن حال البحث العلمي في العلوم الاجتماعية يحتاج إلي تناول جاد لمشكلاته سواء من حيث التمويل والموارد أو البنية المؤسسية أو تأهيل العلماء أو فرض معايير أخلاقية صارمة وقبل كل شيء نحتاج الي وعي مجتمعي بقيمة العلم النفسي و الاجتماعي وما يمكن أن يسهم به في حل مشكلات المجتمع كل من هذه القضايا يحتاج إلى تناول مفصل ومنفرد.كلمة أخلاقيات تعني: "وثيقة تحدد المعايير الأخلاقية والسلوكية المهنية المطلوب ان يتبعها أفراد جمعية مهنية . وتعرف بأنها بيان المعايير المثالية لمهنة من المهن تتبناه جماعة مهنية او مؤسسة لتوجيه أعضائها لتحمل مسؤولياتهم المهنية." ولكل مهنة أخلاقيات و آداب عامة حددتها القوانين واللوائح الخاصة بها ، ويقصد بآداب وأخلاقيات المهنة مجموعة من القواعد والأصول المتعارف عليها عند أصحاب المهنة الواحدة ، بحيث تكون مراعاتها محافظة على المهنة وشرفها .الميثاق الأخلاقي لأي مهنة يضم القواعد المرشدة لممارسة مهنة ما للارتقاء بمثالياتها وتدعيم رسالتها، ورغم أهميته في تحديد الممارسات والأوليات داخل مهنة معينة إلا أننا لا يمكن أن نفرضه بالإكراه ولكن بالالتزام وان الطريقة الوحيدة للحكم على مهنة معينة هو سلوك أعضاء تلك المهنة إزاءها المعايير الأخلاقية ومراحل البحث العلميتمر عملية البحث العلمي بعدة مراحل قبل أن يخرج البحث من طور الفكرة إلى حيز النشر والتنفيذ.ويمكن تلخيص هذه الخطوات بما يلي:ا- اختيار موضوع البحث.2- تصميم البحث العلمي3- تنفيذ البحث العلمي.4- تقرير البحث العلمي ونشر معلوماته واستخدام نتائجه فى التطبيق العملي. وفى جميع هذه الخطوات لابد أن تراعى النواحي الأخلاقية ولا يكفى أبدا أن تراعى القواعد الأخلاقية في مرحلة من مراحل البحث العلمي وتهمل في مرحلة أخرى , و إلا أصبح البحث غير أخلاقي قد يقوم بعض الباحثين في مجال العلوم السلوكية بتجاوز بعض الأمور المهمة المتعلقة بالجانب الأخلاقي , بوعي أو بدون وعي منهم , مثل ملاحظة الأفراد دون الحصول على إذن منهم أو خداعهم بعدم إخبارهم بالأهداف الحقيقة لدراستهم و قد يعرضونهم لخبرات غير سارة , وقد اهتم المختصون بهذا المجال , حيث قامت الجمعية النفسية الأمريكية بنشر قواعد أخلاقية عامة لتوجيه البحوث التي تستخدم كل من الإنسان و الحيوان كمفحوصين . و تتم مراجعة و تنقيح تلك المعايير بشكل مستمر . إن على المختصين في العلوم النفسية إعداد مواثيق و قواعد لتقدير الجانب الأخلاقي لأي مشروع بحثي نفسي و أن يتبادلوا الآراء حول الإجراءات التي تثير بعض الشكوك فيما يتعلق بعواقبها الأخلاقية .وقدمت الدراسة مجموعة من القواعد الأخلاقية التي لابد من إتباعها من قبل الاخصائين العاملين في العلوم النفسية المتعددة مثل : •أخلاقيات تتعلق بشخصية الباحث في العلوم السلوكية •المعايير الأخلاقية في التجارب النفسية :•المعايير الأخلاقية للقياس النفسي•المعايير الأخلاقية للاحصائين العاملين في البحوث النفسية•أخلاقيات جمع المعلومات لأغراض البحث العلمي من الأطفال و المراهقين •أخلاقيات الإرشاد النفسي في ضوء ما تقدم من بيان للمعايير الأخلاقية للعمل البحثي في مجال العلوم النفسية و السلوكية و الاجتماعية قدمت الدراسة بعض التوصيات و منها :•نشر ميثاق يفصل المعايير و الأخلاقية على يلتزم جميع الباحثين و المختصين النفسين بالتوقيع عليه و الالتزام به بشكل دقيق .•درج مادة أخلاقيات البحث العلمي ضمن دروس و حصص مناهج البحث العلمي التي تدرس لطلبة الدراسات الأولية و العليا في جميع الكليات .•تشكيل مجالس لإعداد معايير أخلاقية خاصة بكل بحث و حسب طبيعة العينة التي سيتم تطبيق البحث عليها تأخذ بنظر الاعتبار الاختلافات في التقاليد و المواقع الجغرافية و المواقف الاقتصادية و الاجتماعية , و مراجعة مدى التزام الباحثين بتلك المعايير .