ملخص الدراسة:

تعد الامة الاسلامية من اكثر الامم اهتماماً بالاحلام ، وذلك لما اشتمل عليه مصدر التشريع ( القرآن الكريم والسنة المطهرة ) من نصوص واضحة عنها ، وعلى رأس تلك النصوص نزول سورة قرآنية كاملة هي سورة يوسف ( ع ) وقصته التي كانت الرؤيا هي المحور التي دارت حولها الاحداث في آياتها ، حيث كانت البداية من رؤية الكواكب الأحد عشر والشمس والقمر وما ترتب عليها من ردة فعل أخوة نبي الله يوسف ( ع ) معه . اما في السنة المطهرة ، فالاحاديث في الرؤى والاحلام عديدة ، وكلها تشير الى ان الرؤيا وحي صادق من الله تعالى ، ومن اشهر الاحاديث في ذلك هو قوله ( ص ) "رؤيا المؤمنين جزء من ستة واربعين جزء من النبوة " ، ومن الجانب الديني يمكن تقسيم الانواع الى رؤيا طيبة ورؤيا سيئة فضلاً عن اضغاث احلام . اما في الطب النفسي فتعد الاحلام نشاطاً فسيولوجياً دورياً يحدث بانتظام تام في ما يسمى بالنوم النقيض ، اي النوم المصاحب لحركة العين السريعة ، وقد اظهرت الابحاث الحديثة ان هناك انواعاً اخرى من الاحلام تحدث في النوم الهادىء ، وعلى ذلك فقد اختفت او كادت تختفي الصور الرومانسية للحلم كمحقق للآمال ومخرج للمكبوت وتعبير عن اللاشعور . ومن الناحية النفسية فان الاحلام مرت بثلاث مراحل رئيسية : الاولى : مرحلة اعطاء معنى لكل شيء ، فالبحر في الحلم يعني الخير ويعني الشر . الثانية : وتسمى المرحلة الفرويدوية وتعبر عن غريزتي البقاء والسيطرة او القوة . الثالثة : المرحلة القائمة على اسس علمية ويتزعمها " كارل يونغ " الذي يؤكد انه لا يمكن تفسير الاحلام الا بعد التعرف على الانسان نفسه وظروف نشأته وهذا هو اصح التفاسير ، وتفسير الاحلام علم معترف به في الغرب ويتم تدريسه في الجامعات . ان اهمية هذه الدراسة تكمن في انها تساهم في الكشف عن درجة شيوع الاعتقاد بتفسير الاحلام والتنبؤات فضلاً عن الكشف عن اكثر المفسرين شيوعاً والذين يعتقد بهم طلبة جامعة بغداد وبصحة تفسيراتهم في الوقت الذي انتشرت فيه البرامج الاذاعية والتلفازية ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تهتم بتفسير احلام الحالمين واستغلالهم تجارياً . واظهرت نتائج البحث ان النسبة الاكبر من طلبة جامعة بغداد لا يؤمنون بالتنبؤ بالاحداث وفقاً للاحلام والرؤيا اذ كانت نسبة غير المؤمنين بذلك 56% مقابل 43% يؤمنون بهـا ، ثم اظهر البحث بعض المفسرين المعتمدين من قبل طلبة الجامعة. كما قدم الباحثون بعض المقترحات والتوصيات منها : 1. بالرغم من ان اقل من نصف الطلبة يعتقدون بالاحلام ، الا انها نسبة لا يستهان بها في مجتمع الطلبة والذين يعدون قادة المستقبل وبناة الوطن ، لذا يجب توعيتهم حول اهمية الاعتماد على الجهد الذاتي والتخطيط المنطقي لتحقيق اهدافهم والابتعاد عن الغيبيات . 2. عدم تركيز الاعلام على عرض تفسيرات المفسرين وخاصة ممن يتسمون بالنزعة التجارية . 3. اجراء مثل هذه الدراسات بشكل اوسع وعلى عينات اكبر . 4. اجراء مثل هذه الدراسات ومعرفة ارتباط الاعتقاد بتفسير الاحلام بمتغيرات ديموغرافية اخرى كالجنس والتخصص فضلاً عن المتغيرات الشخصية كقلق المستقبل وغيره .