ملخص الدراسة:

ان رواسب الممارسات الهمجية والعدوانية مازالت عالقة في اذهان وسلوكيات البعض في التعامل مع الحياة مما جعل بعض الجماعات والمتأثرة بسلوكيات المتطرفين على منهج العنف تصادر امننا الانساني من خلال ممارسة السيطرة والعنف القسري ضد الاضعف، فالزواج القسري هو العنف يمارس على الاناث والذكور من قبل المتطرفين وهو سلوك يتسم بالقوة والاكراه والعدوانية صادر من طرف قد يكون فردا او جماعة موجه ضد الاخر بهدف اخضاعه واستغلاله في اطار علاقة قوة غير متكافئة مما يتسبب في احداث اضرار مادية ومعنوية ونفسية واجتماعية للفرد والجماعة وهذا ما مارسه ارهابي داعش على ابناء المحافظات المغتصبة, فظهرت عند المتزوجين مشاكل نفسية ومؤشرات سلوكية تشير الى وجود شيخوخة نفسية والتي هي حالة من الاضمحلال تعتري امكانات التوافق الشخصي والاجتماعي للمتزوج, فتقل قدراته على استغلال امكاناته الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية في مواجهه ضغوط الحياة لدرجة لا يمكن معها الوفاء بالمتطلبات البيئية , وتحقيق قدر مناسب من الاشباع لحاجاته المختلفة فهذه المؤشرات السلوكية للشيخوخة هي متمثلة بضعف التمكين البيئي , والقصور في النمو الشخصي وعدم الكفاءة الاجتماعية وعدم الرضا عن الحياة وتنتابه المشاعر الاكتئابية وخاصة الفتاة هي اكثر عرضة لذلك مما يولد عندها الضغط النفسي الذي يدفعها الى التفكير بالانتحار وردود افعال سلبية مثل الهروب من البيت .والبحث الحالي يهدف الى معرفة مستوى الشيخوخة النفسية عند المتزوجين قسرا ثم معرفة دلالة الفروق بين المتزوجين قسرا تبعا لمتغير الجنس اناثا وذكورا في مركز محافظة صلاح الدين( قضاء تكريت) تكونت عينة البحث من(100) متزوجة ومتزوج بواقع( 70) متزوجة قسرا و(30) متزوج قسراقامت الباحثة ببناء مقياس للشيخوخة النفسية لدى المتزوجين قسرا وفق النظرية الوجودية ويتكون المقياس من خمس مكونات في كل مكون سبعة فقرات وكل فقرة ثلاث بدائل ودرجة (3,2,1) اي الرقم (1) يدل على وجود الشيخوخة النفسية والرقم (2) في حالة من التذبذب في القناعات والاستسلام و(3) اي انه خالي من الشيخوخة النفسية وبعد معالجة البيانات احصائيا ,اظهرت النتائج الى وجود الشيخوخة النفسية عند المتزوجين قسرا وخاصة عند الفتيات بدرجة عالية وهذا يفسر من نتيجة ضغوط وممارسات التكفيرين الدواعش في صفة التحقير والتصفية والاقصاء و العنف الجمعي على النساء والعبودية مما فقدهن التمتع بالحياة واحساسهن بانهن مظلومات تحت قيم الاستسلام والطاعة وقيم الانغلاق والقطيعة وخوفهن من الاعتداءات الجنسية عليهن من قبل ارهابي داعش مما جعلهن يستسلمن للإرادة الاهل بالزواج هروبا من الممارسات الجنسية الغير شرعية هذا ما أصطدم مع حاجتهن النفسية ورغباتهن فجعلهن مضطربات نفسياً ويفكرن بالانتحار والتخلص مما هن فيه ادى الى ظهور مؤشرات الشيخوخة النفسية عندهن اكثر من الذكوروفي ضوء نتائج البحث وضعت الباحثة جملة من المقترحات والتوصيات.المقترحات:-1-اعداد دراسة مماثلة عن المتزوجات قسرا على محافظة الانبار ونينوى2-اعداد دراسة ميدانية نفسية اجتماعية عن المفهوم الخاطئ (جهاد النكاح) والنتائج المترتبة عليهالتوصيات.3-الزام مؤسسات الدولة ولجنة المرأة والطفل في مجالس المحافظات للتوعية لمنع الزواج القسري وانه مخالفة للاتفاقيات والمعاهدات وحقوق الانسان ،وينبغي وضع برامج تهدف الى دعم ضحايا الزواج القسري بتوفير المأوى مثلاً في الامد الطويل في بعض الحالات والمساعدة القانونية ولاسيما اطفال الضحايا والتعويض المالي بعد الطلاق والتعليم المتواصل والدعم النفسي والاجتماعي لهم