ملخص الدراسة:

أن مدينة البصرة مثلها مثل أي مدينة كانت إلى جانب كونها ظاهرة اجتماعية حضارية ، فأنها تعد نظاما قائما بذاته ومترابطة مع الأنظمة الأخرى (البيئات الحضرية والريفية المجاورة عن قرب وبعد)وهذا النظام معرض في كثير من جوانبه لعوامل التغير وهذه العوامل يؤثر بعضها على بعض سواء كانت مادية او معنوية ، طبيعية ام بشرية ، غير أنها ترتبط بالإنسان أولا وأخيرا فكل مدينة لابد ان تضم عدد من المجموعات الحضارية والاجتماعية كما في مدينة البصرة التي تضم مجموعات سكانية مختلفة انتظمت في أحياء المدينة تبعا لعوامل تاريخية وجغرافية واقتصادية واجتماعية مختلفة ، فضلا عن دور الجهات التصميمية والتخطيط في وضع التصميم الأساس للمدينة في تخطيط أحيائها لإسكان العائلات ، وبالتالي فأن هذه الخطط في توزيع السكان على أحياء المدينة أدى إلى خلق بيئات اجتماعية متباينة من ناحية الدخل والمستوى الثقافي مما أدى إلى خلق حراك اجتماعي بين هذه الحياء ارتبط هو الأخر بعملية الحراك السكني داخل مدينة البصرة والذي يرتبط بمجموعة من العوامل منها ما يتعلق بالحصول على مسكن أفضل من ناحية المساحة والبناء أو تغير في حجم الأسرة من ناحية ارتفاع عدد أفراد الأسرة أو الزواج والتغيرات الاجتماعية داخل الاسرة والتي لها علاقة بعملية التأقلم من قبل الابناء المتزوجين مما يدفعهم الى التحرك والانتقال الى مسكن اخر قد يكون مستأجر او تمليك تبعا لمقدرة الأزواج الجدد الاقتصادية وبالتالي تكون اسرة جديدة كما ان ارتفاع نسبة الدور المؤجرة وتغير أسعار الإيجار لهذه الدور نحو الارتفاع قد تدفع بعض هذه العوامل المؤجرة الى تغيير مسكنها وتحركها من مكان إلى أخر ، كما ان القرب من مكان العمل وتغيير العمل يعتبر ايضا من العوامل المساعدة على الحراك السكني بين الاحياء فضلا عن ذلك ان افراد الحي لهم انطباع اجتماعي على الحي الذي يسكنون به وبالتالي فأن تدهور الحالة الاجتماعية لهذا الحي سواء من ناحية الخدمات العامة او الهدوء والجريمة ايضا من العوامل المساعدة على الحراك السكني كونها مرتبطة بشكل اساسي بالحالة الاقتصادية للافراد المنتقلين فهذه الحالة اما ان تؤدي بهم الى الانتقال الى احياء ذات مستوى اجتماعي متدني من ناحية البيئة الاجتماعية او العكس من ذلك .