صفحات من تاريخ العلاقات الفرنسية مع البصرة في العصر الحديث pdf
ملخص الدراسة:
عرفت الدول الأوربية البصرة للمرة الأولى خلال النصف الأول من القرن السابع عشر ، فقد نقل البرتغاليون نشاطهم التجاري وحماستهم للتبشير إلى البصرة بعد سقوط جزيرة هرمز عام 1622 وأقاموا وكالة تجارية فيها . وتذكر وثائق وزارة الخارجية الفرنسية إن جذور العلاقات الفرنسية مع البصرة تعود إلى عام 1623 عندما أصبحت الإرسالية التبشيرية الكرملية التي تعيش في مدينة البصرة تتمتع بحماية الحكومة الفرنسية ويذكر الرحالة الايطالي بيترو ديلافال P . Della Valle ، الذي زار البصرة في عام 1624 : " انه بعد إن أنهى الإباء الكرمليون بناء كنيستهم حضر علي باشا والي البصرة بنفسه إليها في اليوم التالي لزيارتها " . ويذكر لوريمر ، في الجزء الأول من كتابه : " دليل الخليج " انه كان للفرنسيين تجارة محدودة في المنسوجات بالبصرة في عشرينات القرن السابع عشر . كما يذكر الأبوان الكرمليان فنشور وسباستياني اللذان زارا البصرة في عام 1656 : إن أميرها حسين باشا آل افراسياب كان ينظر نظرة ود واحترام إلى الإباء الكرمليين ويلبي طلباتهم ويعاملهم كأصدقاء .وفي عام1664 قام الرحالة الفرنسي كاريه Caree بزيارة البصرة للقيام بمهمة استطلاعية لحساب شركة الهند الشرقية الفرنسية . وفي عام 1669 قامت الأخيرة بإرسال أول سفينة فرنسية من " الفلفل والنيلة " إلى البصرة . وقد تمكن فروتر مبعوث الشركة من تحقيق إرباح كبيرة واستطاع إن يحصل من حاكم البصرة على الامتيازات الممنوحة نفسها للانكليز والهولنديين . ثم تزايد الاهتمام الفرنسي بالعراق في الربع الأخير من القرن السابع عشر عندما عينت فرنسا رئيس دير الكرمليين بتي دولاكروا Petit de la Croix قنصلاً لها في البصرة عام 1674 . وبناء على هذا القرار قام احد عشر أباً من الكراملة بواجبات القنصل في المدة " 1674 – 1739 " . لذا فقد ظلت إدارة القنصلية الفرنسية في البصرة في أيدي رجال الدين حتى عام 1739 ، حينما قامت الحكومة الفرنسية بتعيين بيييردو ماتنفيل Pierre de Martinville بوصفه أول قنصل في البصرة ، وذلك من اجل الإشراف على الإعمال التجارية فيها . وكان احد الأهداف الرئيسية بتعيين رجال الدين قناصل في البصرة هو لحماية الطائفة الكرملية من ملاحقة السلطات المحلية العثمانية وجعلها في مأمن من الدسائس والمتغيرات التي تحصل في البصرة ، فضلاً عن عملهم في تطوير المصالح التجارية الفرنسية . وتأتي حرب السنوات السبع " 1756 – 1763 " لتظهر أهمية العراق بالنسبة للفرنسيين ، فقد ادرك قادة البحرية الفرلانسية وحكام الجزر الفرنسية في المحيط الهندي أهمية ميناء البصرة ، وأرسلوا تقاريرهم لحكومتهم محاولين لفت أنظارها الى اهمية العراق الاقتصادية والإستراتيجية . وقد لعبت جان بايتست روسو الذي عين قنصلاً في البصرة عام 1780 دوراً نشيطاً في حياة البصرة وبغداد وتمتع بمكانة مرموقة لدى متسلم البصرة وباشا بغداد . ولكن على الرغم من جهوده ومحاولاته إقناع الحكومة الفرنسية بضرورة الدخول في منافسة عملية ضد الانكليز في البصرة ، وإرسال الهدايا إلى كبار الشخصيات في البصرة وبغداد ، فان الحكومة الفرنسية لم تحرك ساكناً ولم تبادر إلى اتخاذ إجراء حاكم حتى قيام الثورة الفرنسية عام 1789 . ويلاحظ الباحث من خلال دراسته للوثائق الفرنسية إن الهدف الرئيس من إقامة القناصل الفرنسيين في البصرة هو العمل على تطوير التجارة الفرنسية وحماية البعثات الدينية وزيادة نفوذ فرنسا السياسي والثقافي ، ومراقبة النشاطات السياسية والتجارية البريطانية في العراق ومناطق الخليج العربي الأخرى .
خصائص الدراسة
-
المؤلف
محمد عبد الله العزاوي
-
سنة النشر
2012
-
الناشر:
مجلة آداب البصرة - جامعة البصرة
-
المجلد/العدد:
المجلد 2 ، العدد 63
-
المصدر:
المجلات الاكاديمية العلمية العراقية
-
الصفحات:
الصفحات 568-594
-
نوع المحتوى:
بحث علمي
-
اللغة:
العربية
-
ISSN:
1814-8212
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
العراق
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf
معلومات الوصول
-
رابط الدراسةhttps://www.iasj.net/iasj/download/a33297f6a6e58821