ملخص الدراسة:

البحث في رواية "زينب وماري وياسمين" للروائية العراقية ميسلون هاديّ، وهو يحاول متابعة عنصر الشخصية في العالم الروائيّ من حيث الموقع والدلالة. ويتضمن البحث:أولاً: مدخلاً عاماً عن الرواية وسبب اختيار عنصر الشخصية للبحث فيه.ثانياً: مناقشة مفهوم الشخصية في الرواية عبر السرديات الحديثة البنيوية والسيميائية خاصة، واقتراح فهم آخر أكثر إنسانية يتلاءم مع تطورات الرواية العراقية الحديثة وتوجهاتها إلى مناقشة القضايا الإنسانية التي تطرح نفسها بشدة الآن، ومنها الهوية والتيارات الفكرية الحادة وغيرها من الأمور التي لم تعد الرواية، كصنافة شكلية محددة تتضمن إحالات بعينها تنتج دلالات شبه ثابتة، بقادرة على الإستجابة لها والتضحية، من أجلها، بانتمائها لبيئتها الإجتماعية والثقافية بما تشهده من تحولات مستمرة ومصيرية.ثالثاً: إنطلاقاً من حيوية الشخصية وإنسانيتها إقترح البحث تقسيم الشخصية في الرواية موضوعه، ومن خلال موقعها، على قسمين:أ‌.داخل المشهد (وأعني به المشهد الآيديولوجيّ والثقافيّ العراقيّ القائم على تمايزات دينية وإجتماعية وسردية) وتنقسم فيه الشخصية بدورها على قسمين:الأول: شخصية متكلمة لا فاعلة تكتفي بالحكي وتمثله شخصية الأم المسلمة لياسمين زينب وأمها أي جدة ياسمين (صبيحة).الثاني: شخصية فاعلة متحركة وإيجابية دائمة التحول إلى أوضاع أفضل وتأبى القبول بالواقع أو تسلم للظلم والقهر، وتمثلها الأم الأصلية لياسمين، وهي ماري المسيحية. والشخصيتان ضروريتان الأولى لمدّ الرواية بالسرد والثانية بالفعل والحركة. وهما ضروريتان في رسم ملامح المشهد العراقيّ الراهن واختلافاته ومشكلاته. ولكنّ الأهم من ذلك هو القسم الثاني من الشخصية أي الذي يقع:ب‌.خارج المشهد وتمثله ياسمين التي تقوم بالسرد الذي يرسم ملامح المشهد العراقي ويبين مشكلاته ويقدم في الوقت ذاته الحلّ المقترح للأزمة متمثلاً كما يرى البحث بضرورة الإنتماء إلى سرديات الهوية مهما كانت حزينة ومأساوية وتمثّلها والإستفادة من الآفاق المستقبلية التي يقدمها الآخر. أي التمسك بالهوية وتقبّل التغيير الذي يصنع مستقبلاً أفضل.