ملخص الدراسة:

احتلت جمهورية الدومنيكان، أهمية بالغة في منطقة الكاريبي، وذلك لموقعها الاستراتيجي ، فضلا عن مناخها والطبيعة الجغرافية لأرضها. وقد بدأت هذه الأهمية تتضح منذ حركة الكشف الجغرافي، ومع ظهور حركة الاستعمار الأوربي في القرن التاسع عشر. بعد اكتشاف إسبانيا لجزيرة (هيسبانيولا Hispaniola)، وتقسيمها إلى دولتين هما: (هايتيي والدومنيكان)، بدأ التنافس بل الصراع الأوربي على تلك الدولتين، وتبادل الاستعمار الإسباني والفرنسي أدوارهما في تلك البقعة من الأرض، وعلى وفق ذلك تعرض شعبا الدولتين إلى المزيد من الاستعباد والاضطهاد.وفي نهاية القرن التاسع عشر، وخاصة بعد إعلان مبدأ (مونرو)، دخلت الولايات المتحدة طرفا منافسا للقوى الأوربية في منطقة الكاريبي خاصة، والنصف الغربي من الكرة الأرضية بشكل عام.أما ما بعد الحرب العالمية الأولى، مع تعقد العلاقات الدولية، بقيت الدومنيكان محط اهتمام الولايات المتحدة، وهذا الاهتمام لم يكن قائما على اقتصاديات الدومنيكان، بل جاء نتيجة لخوف الولايات المتحدة من أن تجاورها قوة أوربية وعلى مرمى حجر من أقرب منطقة حدودية معها والتي لا تبعد أكثر من ألف ومئتي كليو متر عن اقرب منطقة من الولايات المتحدة الاميركية.وعلى وفق ما تقدم، وبعد تعرض جمهورية الدومنيكان إلى تهديد أوربي، والسبب في ذلك، يعود إلى عجزها عن تسديد ما عليها من ديون لعدد من الدول الأوربية، وعلى وجه الخصوص كلا من ألمانيا وفرنسا، وهذا ما يتقاطع مع مصالح الولايات المتحدة في منطقة الكاريبي، لذلك نجدها قد اختلقت اسبابها لاحتلال جمهورية الدومنيكان عام 1916، لمنع لأي احتلال أوربي لها، مع تعهد الولايات المتحدة بتسديد مستحقات الدائنين. وبهذا الإجراء تؤكد الولايات المتحدة على عدم السماح لأية قوة أوربية بالاقتراب من منطقة الكاريبي خاصة، وأميركا اللاتينية عامة.