ملخص الدراسة:

هذا البحث يدرس أثر اعلان الهند اجراء التفجير النووي في الثامن عشر من ايار 1974 على سياسة عدم الانتشار النووي الأمريكية وتداعيات ذلك على مفاوضات البرنامج النووي الايراني. و تزايد مخاوف واشنطن من الانتشار النووي الناجم عن التفجير النووي الهندي, الذي أدى إلى حدوث تطور و تحول كبير في توازن القوة الهش في جنوب آسيا, كما زاد من مخاطر الانتشار النووي في المناطق المعرضة لعدم الاستقرار مثل الشرق الأوسط, مما قد يشكل تهديداً كبيراً للأمن القومي الأمريكي والاستقرار الدولي. ما دفع بالولايات المتحدة للتحرك الفوري لتقوية نظام معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية (NPT), وكذك سياستها بشأن الصادرات النووية. الامر الذي تسبب في تغيير سياسة واشنطن بشأن البرامج النووية الوطنية وآفاق التعاون النووي بين الولايات المتحدة وإيران, و جعل الاتفاق النووي مع إيران مسألة حساسة وشائكة بشكل كبير. وذلك بسبب صعوبة المطالبة بآليات رقابة أكثر صرامة على الشاه وفي أماكن أخرى من العالم, بعد ما أظهر الانفجار النووي الهندي كيف يمكن لأي دولة الحصول على تكنولوجيا الأسلحة النووية بسهولة إذا لزم الأمر. فبدأت السياسة النووية الأمريكية أتجاه إيران في التوفيق بين غرضين متعارضتين: تلبية رغبات الشاه النووية، وبالتالي الحفاظ على علاقات جيدة مع طهران, من جهة؛ و الوقوف كضامن لعدم الانتشار على المستوى العالمي, من جهة أخرى.