ملخص الدراسة:

تعد الإدارة أهم مورد من موارد المجتمع في العصر الحديث، ونقطة تحول في حياة المجتمعات، وذلك في تحقيق أهداف المجتمع وطموحاته. بيد أن الإدارة في ظل المجتمع الإلكتروني الجديد باتت تختلف مظهرآ وجوهرآ بسبب ما فرضته طبيعة تكنولوجيا المعلومات نفسها والتي قامت بتعريف شكل العلاقات بين أفراد العالم على المستوى المحلي، بل وتعدته إلى المستوى الدولي، وعليه تهدف الدراسة الحالية إلى التعرف على أثر مكونات الإدارة الإلكترونية على تحسين جودة الرعاية التمريضية في مستشفيات بغداد. تم إستعمال المنهج الوصفي بالإسلوب المسحي للعينة والذي يعد منهجاً ملائماً لدراسة الظواهر الإجتماعية ميدانيآ حيث يقدم بيانات عن واقع هذه الظواهر والعلاقات بين أسبابها ونتائجها وتحليلاً لها وربما يُظهر العوامل المؤثرة فيها. أعتمدت الدراسة على إستبانة لجمع البيانات من المستبينين مكونة من (31) فقرة موزعة على محورين: الأول، الصفات الديموغرافية (8) فقرات والثاني، مكونات الإدارة الإلكترونية (23) فقرة ومقياسLikert) ) الخماسي (أوافق بشدة، أوافق، غير متأكد، غير موافق، غير موافق بشدة) وبتدرج رقمي (5, 4, 3, 2, 1) على التوالي. تحقق صدق الإستبانة من خلال عرضها على مجموعة من المحكمين من ذوي الإختصاص لبيان الرأي في مدى صدق المحتوى للإستبانة. أما ثباتها فقد تحقق من خلال إستعمال معاملات الثبات لتحقيق الإتساق الداخلي للإختبار. جمعت بيانات الدراسة من خلال الزيارات الميدانية للمستشفيات والمقابلات الشخصية للمبحوثين. شمل مجتمع الدراسة على جميع المستشفيات الموجودة في مدينة بغداد والبالغ عددها (43) مستشفى، والموزعة على ثلاث دوائرصحية هي: (8) مستشفيات تابعة لدائرة مدينة الطب و(13) مستشفى تابعة لدائرة صحة الكرخ و(22) مستشفى تابعة لدائرة صحة الرصافة. تضمنت عينة الدراسة (144) فرد مقسمين إلى (43) مدير تمريض و(101) رئيس قسم تمريض، وهي عينة غرضية غيرعشوائيه تمّ إختيارها إستنادا إلى معايير الإختيار المحددة بعدد سنوات العمل في التمريض وإدارة شؤون التمريض لمُدّة لاتقل عن سنة واحدة. تمّ تحليل بيانات الدراسة من خلال إستعمال أساليب الإحصاء الوصفي، والتحليل العنقودي، والتحليل العاملي. بينت نتائج الدراسة بأن المتغيرات المتمثلة بالفئات العمرية، الجنس، التحصيل الدراسي، مكـان العمـل، عـدد سنـوات العمل في التمريض، عـدد سنـوات الخبـرة في الإدارة الإلكترونية، ومـدّة كل دورة لها أثر في تحسين جودة الرعاية التمريضية. فضلا عن ذلك تمكنت الدراسة من إثبات إن تصنيف مكونات الإدارة الإلكترونية وفق إنموذج جديد له الأثر البالغ الإهمية في التأثير الإيجابي على تحسين جودة الرعاية التمريضية. أشارت نتائج الدراسة إلى أن إدارة التخطيط الإلكترونية تلعب دورآ ذا أكثر أهمية في التأثير على مستقبل الإدارة الإلكترونية وجودة الرعاية التمريضية التي تقوم عليها. لذا، نكون بهذا قد قدمنا الإجابات الوافية لجميع التساؤلات والإفتراضات التي تقدمت بها الدراسة الحالية. أوصت الدراسة إلى ضرورة إعداد وتنفيذ برامج متخصصة تهتم بالإدارة الإلكترونية لإعداد قيادات إدارية مؤهلة علمياً وعملياً في حقل الإدارة الإلكترونية، الإعتماد على مناهج التعليم الإلكتروني عموماً، والإدارة الإلكترونية خصوصآ في مساق التمريض على ضوء ما هو متحقق في جامعات البلدان المتقدمة. تشجيع العاملين في مجال التمريض بالإنخراط في الدورات التعليمية والتدريبية ذات العلاقة بالإدارة الإلكترونية، مع وضع نظام تسجيل ومتابعة وتقويم وتقديم حوافز للمشاركين. إجراء دراسات وطنية شاملة، تعتمد المقارنة وتستهدف أكبرعدد من المؤسسات الصحية في القطاعين الحكومي والخاص والعاملين في التمريض للتعرف على معوقات تنفيذ الإدارة الإلكترونية وتقديم الإقتراحات والحلول والأساليب المناسبة لتنمية الجوانب الفنية والإداريّة والقيادية والإهتمام بالدورات التدريبية في مجال الإدارة الإلكترونية.