ملخص الدراسة:

تعد دراسة التغيرات الزمانية والمكانية للمياه اساس البحث في مجال علم المياه التطبيقي، اذ ان غاية هذا العلم هي وضع التفسيرات العلمية والمنطقية للتغيرات الهيدرولوجية والوصول الى فهم العلاقات المتبادلة بينها، وايجاد تحليل علمي متكامل يساعد في رسم صورة مستقبلية ووضع خطط لمعالجات متكاملة للمشاكل المرتبطة بالوضع المائي في بقعة معينة.وتهدف الدراسة الحالية إلى وضع قاعدة بيانات التصريف النهري وتركيز الملوحة في شط العرب(لمواقع منتخبة بحسب الدراسات المُتاحة)، واستند البحث على تحليل بيانات مرجعية وقياسات بحثية سابقة شملت البيانات المسجلة لحجم التصريف ونوعية المياه خلال الفترة من العام 1969 لغاية العام 2017 للكشف عن التغير في حجم التغذية المائية وتأثيراتها في الملوحة. اظهرت الدراسة وجود ارتباط بين نظام الجريان في نهر دجلة ومقدار تصريف شط العرب ونوعية مياهه مع بروز تأثير وقتي لنهر الكارون في الجزء الجنوبي من المجرى، كما ظهر ارتباط بين تناقص التصريف ومعدل ملوحة المياه، والتغير في الملوحة لا يأخذ نمطاً واحداً في جميع المواقع او لجميع الفترات المدروسة، واظهر التصريف المائي تناقصاً تدريجياً بعد عقد التسعينيات، واستمر التراجع ليبلغ اقصاه خلال العقدين الاخرين وتحديداً خلال السنتين المائيتين(2008-2009) و(2014-2015) لتكرار سنوات شحيحة الامطار وتزايد النشاط الخزني في منابع نهر دجلة، وخلال نفس الفترة ارتفعت الملوحة بشكل اكبر للمحطات المرصودة على طول شط العرب وبالأخص الجزء الجنوبي منه، لاختلاط مياهه بالمياه البحرية وتوغل المد الملحي، كما يظهر تأثير مماثل للجفاف خلال اشهر الصيف والخريف مقارنة بأشهر الشتاء والربيع. ويستدعي ذلك تعزيز الدراسات الخاصة بكمية المياه الواردة الى شط العرب ونوعيتها بشكل دائم، ووضع نواظم هيدروليكية على بعض مداخل شط العرب، واجراء خطط تقييمية بين فترة واخرى.