ملخص الدراسة:

إن حالات الطوارئ التي يشهدها العالم بسبب انتشار النزاعات المسلحة في أنحاء مختلفة من العالم، أو بسبب الکوارث الطبيعية؛ تؤدي إلى وجود عدد متزايد من المشردين واللاجئين الذين يترکون منازلهم، وأوطانهم بحثًا عن أماکن آمنة تمنحهم المأوى المؤقت، فضلاً عن احتياجاتهم المتزايدة من المساعدات الإنسانية، مثل هذه الأوضاع الطارئة تحول دون حصول عدد کبير من الأطفال على حقهم في التعليم، ومن ثم حظي التعليم بأهمية کبيرة، وفرضت قضية التعليم في حالات الطوارئ نفسها کحق إنساني أصيل من حقوق الإنسان. وفي هذا السياق، تُعد برامج التعليم المُسَرَّع نهجًا أساسيًا لتلبية کافة هذه الاحتياجات، حيث تمثل برامج التعليم المُسَرَّع أحد الاستجابات التي تتخذها الحکومات المختلفة للحد من الآثار الناجمة عن حالات الطوارئ، وأحد آليات توفير الحق في التعليم لجميع الفئات المتضررة من حالات الطوارئ. ومن ثم، سعت الدراسة الحالية إلى تعزيز الوعي بشأن أهمية التعليم المُسَرَّع والحاجة للنظر إلى برامجه بوصفها جزءًا من الاستجابة الإنسانية في حالات الطوارئ. کما جاءت الدراسة أيضًا لتلقي الضوء على کيفية تطوير منظومة برامج التعليم المُسَرَّع في سياقات الطوارئ تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة وإطار عمل التعليم 2030، وذلک من خلال تقديم رؤية استراتيجية مقترحة لمکونات منظومة برامج التعليم المُسَرَّع الفعالة وتحديد إجراءات رئيسية تهدف إلى توجيه هذه البرامج نحو تحقيق الأولويات الاستراتيجية للتعليم في حالات الطوارئ. وقد اعتمدت الدراسة في معالجتها لهذه القضية على النحو سالف الذکر على کل من المنهج الوصفي، وأسلوب أفضل الممارسات، ومنهج التخطيط الاستراتيجي.