ملخص الدراسة:

شهدت الألفية الجديدة کثير من التحديات المعرفية والتکنولوجية التي عصفت بالمجتمعات وجميع مؤسساتها، ومنها المدارس التي أصبحت مطالبة بالإبداع والتميز لمواکبة هذه التغيرات. إن ضعف قدرة المدرسة التقليدية عن التحول إلى نموذج المعلومات والمعرفة أدى إلى ضرورة التفکير في مدخل إصلاحي جديد. ولقد تمثل هذا المدخل الإصلاحي في مجتمعات التعلم المهنية التي تعد اتجاهاً عالمياً لتطوير التعليم. ويُعد تجويد نوعية التعليم وتطويره من أبرز التطلعات الوطنية في المملکة العربية السعودية وأحد أهدافها الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها بهدف تحسين الکفاية الداخلية والخارجية للنظام التعليمي.
ولما کانت معظم المدارس الابتدائية بالمملکة عامة، وبمنطقة جازان خاصة، تُعاني من بعض المشکلات والتحديات التي تقف عائقاً دون تحقيق جودة التعليم، وتؤثر سلباً على مخرجاته، فکان لابد من استخدام (نموذج أوليفر، هيب & هوفمان) لمجتمعاتالتعلمالمهنية کأداة لتطوير تلک المدارس، ويُستخدم هذا النموذج کأداة تشخيصية لتحديد وقياس مستوى الممارسات المدرسية والصفية اليومية التي تسهم بنجاح في جعل المدرسة ضمن مجتمعات التعلم المهنية.
ويهدف البحث الحالي إلى توضيح ماهية مجتمعات التعلم المهنية، وتطورها، وخصائصها، وأهدافها، ومتطلبات بناء هذه المجتمعات، والتعرف على أبعاد نموذج أوليفر، هيب & هوفمان لمجتمعات التعلم المهنية کمدخل للإصلاح المدرسي، ومعرفة تصورات بعض معلمي/ ومعلمات المدارس الابتدائية بمنطقة جازان لمدى توافر أبعاد مجتمعات التعلم المهنية في مدارسهم، وبيان إمکانية تحول هذه المدارس الابتدائية إلى مجتمعات تعلم مهنية.
ولتحقيق أهداف البحث تم استخدام المنهج الوصفي، کما تم تطبيق أداة (استبانة) "مقياس أوليفر وهيب وهوفمان لمجتمعات التعلم المهنية"، وتکونت الأداة في صورتها النهائية من (52) فقرة موزعة على ستة أبعاد رئيسة، هي: بُعد القيادة الداعمة والمشترکة11 فقرة، بُعد القيم والرؤى المشترکة 9 فقرات، بُعد التعلم الجماعي وتطبيقاته10 فقرات،بُعد الممارسات الشخصية المشترکة 7 فقرات، بُعد الظروف الداعمة العلاقات 5 فقرات، وبُعد الظروف الداعمة الهيکلة 10 فقرات. وطُبّقت الأداة على عينة عشوائية بلغت (251) معلم ومعلمة من المدارس الابتدائية بمنطقة جازان. وقد بيّنت نتائج الدراسة أن استجابات أفراد العينة لدرجة تحقق أبعاد مجتمعات التعلم المهنية في المدارس الابتدائية بمنطقة جازان جاءت بدرجة "متوسطة" بالنسبة لمحاور أبعاد: القيادة الداعمة والمشترکة، القيم والرؤى المشترکة، التعلم الجماعي وتطبيقاته، الممارسات الشخصية المشترکة، والظروف الداعمة الهيکلة. حيث بلغت المتوسطات الحسابية لتلک المحاور (3.15، 3، 3.08، 3.08، 2.89) على التوالي، في حين جاءت تقديرات أفراد العينة لدرجة تحقق البُعد الخامس الظروف الداعمة العلاقات "کبيرة"، حيث بلغ المتوسط الحسابي لهذا المحور (3.20)، وأکدت النتائج أنه لا يوجد تأثير لاختلاف النوع في تقديرات عينة الدراسة لدرجة تحقق أبعاد مجتمعات التعلم المهنية في المدارس الابتدائية بمنطقة جازان.